بما أسلفته منه وان تكن قد فرطت فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك وأنت في يومك الذي أصبحت فيه من غد في غزة ولا تدري لعلك لا تبلغه وإن بلغته لعل حظك فيه في التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك فيوم من الثلاثة قد مضى أنت فيه مفرط ويوم تنتظره لست أنت منه على يقين من ترك التفريط وانما هو يومك الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك إن عقلت وفكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما فات فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها ومن سيئات الا تكون أقصرت عنها فأنت مع هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن تبلغه وعلى غير يقين من اكتساب حسنة أو مر تدع عن سيئة محبطة وأنت من يومك الذي تستقبل على مثل يومك الذي استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته فاعمل أودع والله تعالى المعين على ذلك 285 / 65 ومن كلامه عليه السلام
(٢٥٩)