وكبسها بالعواتق من حورها ثم سكنها أوليائه وأهل طاعته فلو رأيتهم يا أحنف وقد قدموا على زيادات ربهم سبحانه صوتت رواحلهم بأصوات لم يسمع السامعون بأحسن منها وأظلتهم غمامة فأمطرت عليهم المسك والزعفران وصهلت خيولها بين أغراس تلك الجنان وتخللت بهم نوقهم بين كبث الزعفران ويتطأ من تحت أقدامهم اللؤلؤ والمرجان واستقبلتهم قهارمتها بمنابر الريحان وهاجت لهم ريح من قبل العرش فنثرت عليهم الياسمين والأقحوان ذهبوا إلى بابها فيفتح لهم الباب رضوان ثم يسجدون الله في فناء الجنان فقال لهم الجبار رفعوا رؤوسكم فإني قد رفعت عنكم مؤنة العبادة وأسكنتكم جنة الرضوان فإن فاتك يا أحنف ما ذكرت لك في صدر كلامي لتتركن في سرابيل القطران ولتطوفن بينها وبين حميم ان ولتسقن شرابا حار الغليان فكم يومئذ في النار من صلب محطوم ووجه مهشوم ومشوه مضروب
(٢٣٨)