إذا ذكروا صباح يوم العرض على الله سبحانه توهموا خروج عنق يخرج من النار يحشر الخلائق إلى ربهم تبارك وتعالى كتاب يبدو فيه على رؤوس الاشهاد فضايح ذنوبهم فكادت أنفسهم تسيل سيلا أو تطير قلوبهم بأجنحة الخوف طيرانا وتفارقهم عقولهم إذا غلت بهم من أجل التجرد إلى الله سبحانه غليانا فكانوا يحنون حنين الواله في دجى الظلم وكانوا يفجعون من خوف ما أوقفوا عليه أنفسهم فمضوا ذبل الأجسام حزينة قلوبهم كالحة وجوههم ذابلة شفاههم خامصة بطونهم متخشعون كأنهم شنان بوالي قد أخلصوا لله أعمالهم سرا وعلانية فلم تأمن من فزعه قلوبهم بل كانوا كمن حرسوا قباب خراجهم فلو رأيتهم في ليلتهم وقد نامت العيون وهدات الأصوات وسكنت الحركات وقد نبههم هوك يوم القيمة والوعيد كما قال سبحانه أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون فاستيقظوا لها فزعين وقاموا إلى صلاتهم
(٢٣٦)