شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٠٠
ندامة دائما (وأكمش في فراغك) أي عجل وأسرع، أو تشمر وجد في فراغك عما يوجب الغر والخذلان لما يوجب العز والإحسان.
(قبل أن يقصد قصدك) أي نحوك يقال قصدت قصده أي نحوه (ويقضى قضاؤك) أي موتك، أو سوء خاتمتك.
(ويحال بينك وبين ما تريد) من التوبة والطاعات الأخلاق النافعة بعد الموت أو الرجعة إلى الدنيا وتمنيها بعده لتحصيل ما ينفع في الآخرة عند مشاهدة كرامة الأولياء وشقاوة الأشقياء، أو تأخير الأجل عند الاحتضار فنقول (رب لولا أخرتني إلى أجل قريب وفاصدق وأكن من الصالحين» والعاقل ينبغي أن يتصور أنه طلب الرجعة فرجع ويسعى في طلب الخيرات في كل زمان بقدر الإمكان ويحفظ نفسه عن الغفلة والنسيان والله هو المستعان.
* الأصل 21 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: فيما ناجي الله عز وجل به موسى (عليه السلام) يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من إتخذها أبا وأما موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر لها إذا لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها، يا موسى نافس في الخير أهله وإستبقهم إليه، فإن الخير كاسمه واترك من الدنيا ما بك الغني عنه ولا تنظر عينك إلى كل مفتون بها وموكل إلى نفسه، وأعلم أن كل فتنة بدؤها حب الدنيا ولا تغبط أحدا بكثرة المال فإن مع كثرة المال تكثر الذنوب لواجب الحقوق ولا تغبطن أحدا برضى الناس عنه، حتى تعلم أن الله راض عنه ولا تغبطن مخلوقا بطاعة الناس له، فإن طاعة الناس له، وأتباعهم إياه على غير الحق هلاك له ولمن إتبعه.
* الشرح قوله: (يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين) أريد بالظالمين أهل الدنيا مثل سلاطين الجور وأتباعهم ومن يحذو حذوهم في الركون إليها.
(وركون من إتخذها أبا وأما) شبه الدنيا بالأب والام وأهلها بالأطفال في الركون إليها والانس بها.
(يا موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر لها) أراد بالنظر لها نظر ميل وإرادة وأما النظر إليها نظر تفكر وعبرة فهو يوجب الإعراض عنها.
(يا موسى نافس في الخير أهله) نافست في الشيء منافسة ونفاسا إذا رغبت فيه على وجه المبارات والمغالبة (واترك من الدنيا ما بك الغني عنه) أما ما لا غني عنه من الضروريات اللائقة
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428