* الأصل باب في أن السكينة هي الايمان 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي - حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (أنزل السكية في قلوب المؤمنين) قال: هو الإيمان، قال:
وسألته عن قول الله عز وجل: (وأيدهم بروح منه) قال: هو الإيمان.
* الشرح قوله: (سألته عن قول الله عز وجل أنزل السكينة في قلوب المؤمنين قال هو الإيمان) عبر عن الإيمان بالسكينة والروح لأن الإيمان يوجب سكون القلب ووقاره وحياته وقد روى «أن القلب ليرجج (أي يهتز) ويتحرك فيما بين الصدور الحنجرة حتى يعقد على الإيمان فإذا عقد على الإيمان قر». وفي رواية أخرى «اطمأن وقر» ولابد من بيان معنى الإيمان لأن فيه فوائد كثيرة فنقول الإيمان في اللغة التصديق، وفي الشرع قيل هو كلمتا الشهادة، وقيل الطاعات مطلقا، وقيل الطاعات المفروضة، وقيل التصديق بالجنان والاقرار باللسان والعمل بالأركان، وقيل التصديق بالجنان مع الشهادتين، وقيل التصديق بالله وبرسوله وجميع ما جاء به - على الإجمال - والولاية، وهو الحق لدلالة الآيات والروايات عليه، أما الآيات فمنها (وقلبه مطمئن بالإيمان» ومنها (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان» ومنها (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم» فإن اسناد الإيمان إلى القلوب في هذه الآيات يدل على أنه أمر قلبي ومنها (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا» ومنها (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى» ومنها (والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم» فإن اقتران الإيمان بالمعاصي في هذه الآيات يدل على أن العمل غير معتبر في حقيقته، ومنها (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله» فإن الأمر بالإطاعة بعد ثبوت الإيمان يدل على ذلك أيضا. وأما الروايات فمنها تفسير السكينة التي في قلوب المؤمن والروح بالإيمان، وأما تفسير كلمة التقوى بالإيمان فلا يدل على أنه كلمتا الشهادة لأن إضافة الكلمة بيانية فيحمل التقوى على التصديق القبلي للتوافق بين الأحاديث، ومنها قول الصادق (عليه السلام) «المؤمن مؤمنان فمؤمن صدق بعهد الله ووفي بشرط، و مؤمن كخامة الزرع يعوج أحيانا ويقوم أحيانا» ومنها قوله (عليه السلام) «يبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن عمله ومن صح إيمانه اشتد بلاؤه، ومن سخفت إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه» ومنها قوله (عليه السلام) «ان القلب لتكون الساعة من الليل والنهار ما فيه كفر