كتاب الايمان والكفر باب طينة المؤمن والكافر * الأصل [أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثني] 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن رجل، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: «إن الله عز وجل خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة و [جعل] خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك، وخلق الكفار من طينة سجين، قلوبهم وأبدانهم فخلط بين الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه».
* الشرح قوله: (كتاب الايمان والكفر) قدم الايمان لأنه الأصل والاهم والمقصود أو لأنه وجودي والكفر عدمي كما قيل، ولم يذكر واسطة ذكرها فيما بعد اما لأنه لا يقول بثبوتها لما مر من الوجه الأخير أو لأنه أراد بهما أصل الإقرار والإنكار، ولا واسطة بينهما، وإنما الواسطة باعتبار أمر آخر وهو أن يراد بالايمان الايمان الكامل المقارن بالاعمال كما هو الشايع عند أهل البيت عليهم السلام أو لأنه أراد بهما المطلق والواسطة لا تخلو من أحدهما، والغرض من هذا الكتاب بيان أصل الانسان وكيفية خلقه والغرض منه وما يوجب كفره وايمانه وبيان مهلكاته ومنجياته، والترهيب من الأولى، والترغيب في الثانية ليعرف كيفية السلوك وطريق الوصول إلى سعادته التي هي قرب الحق والوصول إليه والتخلص من أهواء النفس واغواء الشيطان ولا يمكن ذلك إلا بمجاهدات نفسانية ورياضات بدنية وروحانية ونيات صادقة قلبية، وهمم رفيعة عالية والله ولي التوفيق وإليه سداد الطريق.
قوله: (باب طينة المؤمن والكافر) في النهاية طينة الرجل خلقه واصله طانه الله على طينته أي خلقه على جبلته. وفي المصباح الطين معروف والطينة أخص منه والطينة الخلقة يقال طانه الله على الخير جبله عليه، وانما قدم باب الطينة لأنه يذكر فيه أحوالا مشتركة مع أن الطينة