باب فضل اليقين * الأصل 1 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثنى ابن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس شيء الا وله حد، قال: قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال:
اليقين، قلت: فما حد اليقين؟ قال: ألا تخاف مع الله شيئا.
* الشرح قوله: (فما حد التوكل؟ قال اليقين) في المصباح اليقين: العلم الحاصل عن نظر واستدلال، ولهذا لا يسمى علم الله يقينا. وفي أوصاف الاشراف اليقين اعتقاد جازم مطابق ثابت لا يمكن زواله وهو في الحقيقة مؤلف من علمين: العلم بالمعلوم، والعلم بأن خلاف ذلك العلم محال وله مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين والقرآن ناطق بذلك والحد في اللغة منتهى كل شيء ونهايته وفي العرف التعريف ويمكن إرادة كلا المعنيين: أما الأول فلان التوكل ينتهى إلى اليقين وهو منتهاه وأثره إذ الإنسان قبل التوكل يظن أن له مدخلا في حصول مهماته فليس له يقين بالله صفاته الذاتية والفعلية كما هو حقه وبعده يرى أن مهماته تحصل على الوجود الأحسن والإكمال فيحصل له يقين كما هو حقه فاليقين حده ومنتهاه. وأما الثاني فلان اليقين أثر من آثار التوكل كما عرفت فتعريفه باليقين تعريف له بأثر من آثاره، وأما جعل الحد بمعنى التعريف وجعل اليقين سببا للتوكل فهو وان كان محتملا في نفسه لكن لا يناسب ما بعده إذ اليقين سبب لعدم الخوف من غير الله دون العكس.
(قلت فما حد اليقين؟ قال ألا تخاف مع الله شيئا) جعل عدم الخوف من غير الله نهاية لليقين وأثرا من آثاره أو تعريفا له مبالغة للسببية لأن الإنسان إذا كملت قوته النظرية باليقين بالله وصفاته العظام لا يخاف الامن الله كما قال عز شأنه (إنما يخشى الله من عباده العلماء» ثم نقول حد الخوف استعمال الجوارح والأعضاء فيما خلقت له وصرفها عن غيره. ثم حد هذا تفريغ القلب عما عداه بحيث لا ينظر إلى شيء سواه، ولا يرى في الوجود إلا إياه فهو منتهى كل غاية وغاية الغاليات كما ورد في بعض الروايات.
* الأصل 2 - عنه، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد