شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٨٦
باب فضل اليقين * الأصل 1 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثنى ابن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس شيء الا وله حد، قال: قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال:
اليقين، قلت: فما حد اليقين؟ قال: ألا تخاف مع الله شيئا.
* الشرح قوله: (فما حد التوكل؟ قال اليقين) في المصباح اليقين: العلم الحاصل عن نظر واستدلال، ولهذا لا يسمى علم الله يقينا. وفي أوصاف الاشراف اليقين اعتقاد جازم مطابق ثابت لا يمكن زواله وهو في الحقيقة مؤلف من علمين: العلم بالمعلوم، والعلم بأن خلاف ذلك العلم محال وله مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين والقرآن ناطق بذلك والحد في اللغة منتهى كل شيء ونهايته وفي العرف التعريف ويمكن إرادة كلا المعنيين: أما الأول فلان التوكل ينتهى إلى اليقين وهو منتهاه وأثره إذ الإنسان قبل التوكل يظن أن له مدخلا في حصول مهماته فليس له يقين بالله صفاته الذاتية والفعلية كما هو حقه وبعده يرى أن مهماته تحصل على الوجود الأحسن والإكمال فيحصل له يقين كما هو حقه فاليقين حده ومنتهاه. وأما الثاني فلان اليقين أثر من آثار التوكل كما عرفت فتعريفه باليقين تعريف له بأثر من آثاره، وأما جعل الحد بمعنى التعريف وجعل اليقين سببا للتوكل فهو وان كان محتملا في نفسه لكن لا يناسب ما بعده إذ اليقين سبب لعدم الخوف من غير الله دون العكس.
(قلت فما حد اليقين؟ قال ألا تخاف مع الله شيئا) جعل عدم الخوف من غير الله نهاية لليقين وأثرا من آثاره أو تعريفا له مبالغة للسببية لأن الإنسان إذا كملت قوته النظرية باليقين بالله وصفاته العظام لا يخاف الامن الله كما قال عز شأنه (إنما يخشى الله من عباده العلماء» ثم نقول حد الخوف استعمال الجوارح والأعضاء فيما خلقت له وصرفها عن غيره. ثم حد هذا تفريغ القلب عما عداه بحيث لا ينظر إلى شيء سواه، ولا يرى في الوجود إلا إياه فهو منتهى كل غاية وغاية الغاليات كما ورد في بعض الروايات.
* الأصل 2 - عنه، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428