باب الحب في الله والبغض في الله * الأصل 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن محمد بن خالد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحب لله وأبغض لله أعطى لله فهو ممن كمل إيمانه.
* الشرح قوله: (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه) حث على محبة الأخيار وبغض الأشرار واعطاء المستحق من المال المكتسب من طريق الحلال، والأخيار منهم من تقدست أنفهسم بالطهارة الأصلية والنزاهة الخلقية عن الملكات الردية وهم الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) ومنهم من يطهر نفوسهم عنها بالعلم بقبحها والوعيدات الإلهية وهم التابعون لهم بالعلم والعمل ومحبة هؤلاء من توابع العلم والمعرفة ومحبته تعالى وكمال الإيمان والمحب من أولياء الله ومن ادعى المحبة بدون علم ومعرفة فهو جاهل مغرور يكذبه ما روي «ما اتخذ الله وليا جاهلا» وينبغي لمن أبغض في الله أن يجتنب عن الغيبة كما صرح به الشهيد الثاني رحمه الله حيث قال ان البغض في الله قد يؤدي إلى الغيبة وهو حرام وذلك بأن يبغض على منكر قارفه انسان فيظهر بغضه ويذكر اسمه على غير وجه النهي وكان الواجب أن يظهر يغضه عليه على ذلك الوجه وهذا مما يقع فيه الخواص أيضا فإنهم يظنون أن البغض إذا كان لله كان حسنا كيف كان، وليس كذلك.
* الأصل 2 - ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله وتعطي في الله وتمنع في الله.
* الشرح قوله: (قال من أوثق عرى الإيمان) العروة الكوز ونحوه والمراد بها هنا الأحكام والأخلاق والآداب اللازمة للإيمان على سبيل المكنية والتخييلية أي كل عروة يتمسك بها متمسك رجاء نجاة من مهلكة أو ظفر بغنيمة ونعمة ومنزلة فأوثقها الحب في الله والبغض في الله والإعطاء في الله والمنع في الله لأن من تمسك بها تكامل إيمانه واستقام لسانه واستقر جنانه وبه يتحقق التودد والتآلف بين المؤمنين ويتم ويكمل نظام الدنيا والدين، وأما الحب لأجل المنفعة والاحسان فهو