شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٠١
شرعا وعقلا فلا ينبغي تركه (ولا تغبطن أحدا برضى الناس عنه حتى تعلم أن الله راضي عنه) دل على عدم جواز الغبطة في أمر الدنيا الغير الضروري وعلى جوازها في أمر الدين والغبطة أن تتمنى حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه.
* الأصل 22 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن في كتاب علي صلوات الله عليه: إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع، يحذرها الرجل العاقل ويهوى إليها الصبي الجاهل.
* الشرح قوله: (إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع) أي القاتل وهو من صيغ التعجب وفيه إشارة إلى وجه التشبيه وهو أما متعدد أو مركب من متعدد وعلى التقديرين في المشبه به حسى وفي المشبه عقلي والغرض من هذا التشبيه أما بيان حال المشبه وصفته أو تقبيحه في نظر السامع ليتنفر طبعه عنها وهما إنما يقتضيان أن يكون المشبه به أعرف وأشهر في وجه التشبيه من المشبه ولا ينافي ذلك أن يكون الأمر بالعكس في الأتمية فعلى هذا يمكن أن يكون تأثير سم الدنيا أقوى وأتم لأنه يؤثر في النفس الناطقة ويوجب الهلاك الأبدي، ومس الدنيا كناية عن جمع زهراتها الفانية والإلتذاذ بها، وسمها عبارة عما يترتب عليه في المآل (يحذرها الرجل العاقل) لعلمه بأن القرب منها وتناولها يوجب هلاكه فيكون انسه وسروره بالحذر عنها والفرار منها والاتصال بالمولى.
(يهوى إليها الصبي الجاهل) أطلق على طالب الدنيا لفظ الصبي على سبيل الاستعارة لعدم عمله بما يضره وينفعه إذ ليس له بصيرة باطنية ليدرك بها بواطن الأمور، ولذلك نظره مقصور على ظواهرها وهمه مصروف إلى التمسك بها والركون إليها حتى لو منعه مانع لعارضه أشد المعارضة وقاتله أقبح المقاتلة فربما يحسبه الحرص في سجن المهالك وهو مشعوف بذلك فيأتيه الموت ويفسد عليه وهو في الآخرة من الخاسرين.
* الأصل 23 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه يعظه أوصيك ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به، فإن من إتقى الله عز وجل وقوي وشبع وروى ورفع عقله عن أهل الدنيا فبدنه مع أهل الدنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة، فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428