باب الحياء * الأصل 1 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن على بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة.
* الشرح قوله: (الحياء من الإيمان) الحياء وصف للنفس يوجب إنقباضها عن القبيح وإنزجارها عن خلاف الآداب خوفا من اللوم وإنما جعل كالبعض من الإيمان لمناسبة له في أنه يمنع من المعاصي كالإيمان أو لأن المراد بالإيمان الإيمان والكمال المعتبر فيه الأعمال والحياء لكونه داعيا إلى فعل المأمورات وترك المنهيات جزء منه، وبعبارة أخرى الإيمان تصديق وإقرار وإيتمار بالمأمور به وانتهاء عن المنهي عنه فإذا حصل الإيتمار وانتهاء بالحياء كان الحياء بعض الإيمان وجزءا منه أو المراد أن الحياء من شيم أهل الإيمان ومكارم أخلاقه ومحاسنه التي ينبغي التخلق بها.
* الأصل 2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الحياء والعفاف والعي - أعني عي اللسان لا عي القلب - من الإيمان.
* الشرح قوله: (أعنى عى اللسان لاعي القلب) العي - بالكسر - يطلق على معنيين أحدهما داء في اللسان وهو لكنة وفهاهة توجب العجز عن البيان والافصاح بمراد الإنسان، وثانيهما داء في القلب يوجب العجز عن إدارك الحق وإبصار المعقولات فأشار (عليه السلام) إلى أنه ليس المراد به المعنى الثاني الذي ينقص الإيمان به نقصانا فاحشا بل المراد به المعنى الأول الذي يوجب نقصان الدنيا وزيادة الآخرة والإيمان والمعنى أن الحياء الذي يوجب مراقبته تعالى ومراعاة أو أمره ونواهيه وآدابه والعفاف عن كثير الدنيا أو عن المعاصي أو عن السؤال وعي اللسان وهو قصوره عن البيان أو حفظه عن التكثير فيه والتناول للأقوال الباطلة والمباحة، من الإيمان أي من قبله في المنع عن القبايح أن من أفراده أو من أجزائه أو من شيم أهله ومحاسنه التي ينبغي التخلق بها.
* الأصل 3 - الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن مصعب بن يزيد، عن العوام ابن الزبير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من رق وجهه رق علمه.
* الشرح