شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤٢٨
إستدراك قد تكرر في ما مضى ذكر القلب مرادا به النفس الناطقة إقتباسا من القرآن الكريم (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه» أي من نفسين حتى يكون بأحدهما ابنا لواحد وبالآخر ابنا لآخر، أو بأحدهما زوجة وبالاخر أما كما في الظهار وتكرار أيضا في كلام الشارح الإشارة إلى تجرد النفس وهو أهم مبادئ عليم الأخلاق مثل قوله «القلب من عالم القدس» في الصفحة 361 والقلب في اصطلاح علماء الأخلاق هو القوة العاقلة والنفس الناطقة والمراد بكونه من عالم القدر تجرده، فرأينا من أوجب ما علينا بيان هذا المقصد المهم ولا يخفي أن كثيرا مما نرى في خواص النفوس وآثارها تدل على وجود جوهري مستقل عن البدن وأن الأعضاء آلات يحتاج إليها في العمل ويفقد العمل بفقد الآلات وكذلك الحواس الظاهرة آلات لا ينعدم صاحب الآلات بفقد إنها والعاقلة لا تحتاج في إدراكها إلى آلة حتى ينعدم التعقل بانعدامها ولو كانت العاقلة أيضا بآلة مع فقد سائر المشاعر.
وقال بعض حكمائنا أن الحافظة للصور المثالية التي سموها الخيال أيضا غير آلية لا تفنى بفناء الدماغ، واحتجوا على عدم احتياج العاقلة إلى الدماغ وعدم حلول الصور المعقولة فيه بوجوه:
الأول: أن الصورة العقلية غير منقسمة ولو كانت منقسمة لإنتهى إلى أجزاء غير منقسمة وغير المنقسم لا يحل في جسم منقسم.
الثاني أن القوة الحالة في الآلة لا تشعر بنفسها كالباصرة لا تبصر العين والعقل يشعر بذاته.
الثالث: أن العقل يدرك المعقولات ولا يثقل عليه حملها وأن كثرت ولا يكل ويتعقل جميعها متساوية في الوضوح والقوى الحاسة الجسمانية كالبصر يكل ولا يبصر الضعيف بعد إدراك النور القوى إلا بعد إستراحة ما ولا يشم الأنف الرائحة الضعيفة أثر القوية لشده تأثره بالقوية وكلاله. ولا يكل العالم إلا عند التفكر لتحصيل المعلومات في المرة الأولى لأن الفكر من المتخلية الثابتة في الدماغ وأما بعد تعقل المعقولات فلا يكل باستمرار التعقل كالبصر.
الرابع: أن العقل لا يضمحل بالشيخوخة وضعف الأعضاء وإنما يضعف الفكر والقدرة على تحصيل ما لم يحصله والعمل بما عليم الضعف الآلة وأما نفس التعقل فهو ثابت باق ويدرك حكما بعد حكم من غير أن يعجز، ومن زعم أن الشيخ يضعف عقله بتقدم السن اشتبه عليه الفكر بالتعقل أو ما يتوقف من العلوم على معونة الحواس بما لا يتوقف عليها والطبيب إذ شاخ وضعف يستشار ولا يعالج باليد لضعف يده، ولا يميز المرض لضعف عينه وإذنه ولا يزيد علمه لضعف فكره
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428