شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٨٥
* الأصل باب آخر منه وفيه أن الإسلام قبل الإيمان 1 - علي بن إبراهيم، عن العباس بن معروف، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحيم القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أسأله عن الإيمان ما هو، فكتب إلي مع عبد الملك به أعين سألت رحمك الله عن الإيمان والإيمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان والإيمان بعضه من بعض وهو دار وكذلك الإسلام دار والكفر دار فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالإسلام قبل الإيمان وهو يشارك الإيمان فإذا أتى العبد كثيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها كان خارجا من الإيمان، ساقطا عنه اسم الإيمان وثابتا عليه اسم الإسلام، فإن تاب واستغفر عاد إلى دار الإيمان ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود والاستحلال أن يقول للحلال: هذا حرام وللحرام: هذا حلال ودان بذلك فعندها يكون خارجا من الإسلام والإيمان، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة وأحدث في الكعبة حدثا فأخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار.
* الشرح قوله: (والإيمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان) هذا تفسير الإيمان الكامل الذي يكون المؤمنين المتقين المتورعين المخلصين وهو مركب من هذه الامور أعنى الاقرار بالشهادتين والتصديق بالتوحيد والرسالة والولاية والإمامة، والعمل بالأركان الظاهرة مثل السمع والبصر واللسان واليد والرجل باستعمال كل واحد منها فيما خلق لأجله وقد شاع اطلاق الإيمان عليه عند أرباب العصمة (عليهم السلام) فكان غيره أعنى العقد في القلب وإن كان أيمانا في نفس الأمر لضعفه وقلة أثره ليس بإيمان كما يرشد إليه الحصر في قوله تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون» وعلى هذا لا منافاة بينه وبين ما دل من الأخبار على أن الإيمان عقد القلب.
قوله: (والإيمان بعضه من بعض) إذ منازل الكمال متفاوتة والأدنى منها معد لحصول الأعلى وبذلك يبلغ الانسان غاية الكمال ويملك الحقيقة الانسانية، وعلى هذا فالمراد أن ببعض أفراد هذا الإيمان من بعض، فإن الأدنى منه بعد لحصول الأعلى وهكذا إلى أن يحصل فرد هو أعلى مراتب
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428