شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٣٥
* الأصل (باب آخر منه) 1 - أحمد بن محمد، عن الحسن بن موسى، عن أحمد بن عمر، عن يحيى بن أبان عن شهاب قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعالى هذا الحلق لم يلم أخد أحدا.
فقلت: أصلحك الله فكيف ذاك؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى خلق أجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزءا.
ثم جعل الأجزاء أعشارا فجعل الجزء عشرة أعشار، ثم قسمه بين الخلق فجعل في رجل عشر جزء وفي آخر عشرى جزء حتى بلغ به جزءا تاما وفي آخر جزءا وعشر جزء وآخر جزءا وعشري جزء وآخر جزءا وثلاثة أعشار جزء حتى بلغ به جزئين تامين، ثم بحساب ذلك حتى بأرفعهم تسعة وأربعين جزءا، فمن لم يجعل فيه إلا عشر جزء لم يقدر على أن يكون مثل صاحب العشرين وكذلك صاحب العشرين لا يكون مثل صاحب الثلاثة الأعشار وكذلك من تم له جزء لا يقدر على أن يكون مثل صاحب الجزئين ولو علم الناس أن الله عز وجل خلق هذا الخلق على هذا لم يلم أحد أحدا.
* الشرح قوله: (لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعال هذا الخلق لم يلم أحد أحدا) عدم اللوم باعتبار قصور في القوة النظرية أو في القوة العملية ظاهر ولذلك لايلام شارب الخمر مثلا لو ادعى عدم العلم بحرمته وأكن في حقه ولا من أنكر شيئا مما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا لم يبلغه بل اللازم عليه حينئذ هو الإرشاد والتعليم برفق والحاق الناقص بالكامل، كما دل عليه الثاني من هذا الباب، وأما إذا كانت القوتان كاملتين بأن علم مثلا وجوب شيء وقدر على فعله وتركه فإنه يلام قطعا ومنه يظهر الجمع بين الروايات الدالة على اللوم وعدمه فليتأمل.
قوله: (إن الله تبارك وتعالى خلق اجزاء بلغ بها تسعة وأربعين جزءا) (1) وما يتبعه من قوة الاعمال والاخلاق كالتوكل والزهد والورع واليقين والرضا وغيرها من الصفات النفسانية، فإنها تبلغ تسعة وأربعين، ثم جعل تلك الاجزاء أعشارا بأن جعل التوكل عشرة أجزاء، وقوة العمل عشرة أجزاء، وقوة والبصر كذلك وهكذا، والحاصل أنه قدر عمل البصر والسمع واللسان والرجل واليد وعمل القلب أعنى التصديق والاخلاق أعشارا، ويؤبده قوله (عليه السلام) في آخر الباب «وبعضهم أكثر صلاة من بعض وبعضهم أنفذ بصرا من بعض وهي الدرجات».

1 - قوله «بلغ بها تسعة وأربعين جزءا» حاصلة من ضرب سبعة في نفسها فكأنه قمس المراتب أو لا إلى سبعة ثم كان قسم إلى سبعة نظير ما مر من المحقق الطوي (قدس سره) حيث قسم أو لا إلى ستة أقسام وكل قسم إلى ستة. (ش)
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428