شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٢٧
* الأصل (باب) (حسن الظن بالله عز وجل) 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن داود بن كثير، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم - أعمارهم - في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي، ورفيع - الدرجات العلي في جواري ولكن برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا، وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تدركهم، ومني يبلغهم رضواني ومغفرتي، تلبسهم عفوي فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت.
* الشرح قوله: (لا يتكل العاملون لي على أعمالهم) أي لا يعتمدوا في دخول الجنة ونيل ودرجاتها على محض تلك الأعمال وإن كان صحيحة تامة الأركان في نفسها وواقعة مع المبالغة في الإجتهاد لأنها بالنسبة إلى عظمة الحق وما يستحقه من العبادة ناقصة وقد نطقت ألسنة الأولياء بأنهم ما عبدوه حق عبادته فكيف غيرهم وبالنظر إلى النعيم الجنات ورفع الدرجات وكرامة الرب وجوار القرق قاصرة غير قالبة لإقتضائها مع أن مفاسد الأعمال كثيرة لا تخلص منها إلى آخر العمر إلا نادرا والاتكال عليها موجب للعجب المهلك غالبا، وعلى هذا لا ينبغي للعاملين أن يتكلوا على محض أعمالهم ولا يثقوا بمجرد أفعالهم، بل ينبغي لهم مع الإجتهاد فيها والإتيان بها تمامة الأركان وتخليصها عن طريان المفاسد وشوائب النقصان أن يثقوا برحمة ربهم في دخول الجنان ويرجوا فضله في الكرامة والإحسان ويطمئنوا إلى حسن الظن به في قبول العمل وجبر النقصان، فإن رحمته عند ذلك تدركهم ورضوانه يبلغهم في دار السلامة، ومغفرته تلبسهم لباس العفو والكرامة وبهذا التقرير ظهر أن طمع من ترك العمل لحسن الظن به مقطوع، وأن قول هذا في هذا الخبر دلالة على أن العمل ليس سببا لدخول الجنة ممنوع كيف وقد قال جل شأنه (ادخلوا الجنة بما كنتم تعلمون» وملخص القول أن الإحسان بالعمل مع عمل آخر وهو الثقة بفضل الله ورحمته في قبوله سبب لدخول ونيل درجاتها كما قال (إن رحمة الله قريب من المحسنين» هذا وقد ذهب جماعة من العامة إن العمل ليس سببا لدخول الجنة أصلا واستدلوا على ذلك بما رواه مسلم عن
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428