باب اجتناب المحارم * الأصل 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن داود ابن كثير الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قال: من علم أن الله عز وجل يراه ويسمع ما يقوله ويفعله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.
* الشرح قوله: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قد مر تفسيره في باب الخرف.
(قال من علم إن الله عز وجل يراه ويسمع ما يقول) هذا مقام المراقبة وهو يقتضي تجويد العمل وتحسينه لأن من عمل عملا وعلم أن عليه في علمه رقيبا لا يدع شيئا من وجوه الإجادة الاياتي به كما هو مشاهد في أعمال الناس بعضهم لبعض، وينبغي أن يعلم أن للعبد في عبادته ثلاثة مقامات الأول أن يفعلها مستوفاة للأركان والشرائط وهذا هو الذي يسقط معه التكليف وهو مقام أكثر للعابدين، الثاني أن يفعلها كذلك وقد علم أن المعبود جل شأنه يراه ويشاهد وهو مستحضر القلب بذلك وهذا مقام المراقبة. الثالث أن يفعلها كذلك وقد إستفرق في بحر المكاشفة حتى كأنه يرى الله المعبود بالحق وهذا مقام المكاشفة ومقام خاص الخاص كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم) «جعلت قرة عيني في الصلاة» والمقام الأول أدني المقامات بحيث لو لم يكن العباد من أهل هذا المقام لم يكن عابدا بل مستهزئا أعاذنا الله من ذلك، والثالث أشرف المقامات وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
* الأصل 2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه (عليه السلام) عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث: عين سهرت في سبيل الله، وعين فاضت من حشية الله، وعين غضت عن محارم الله.
* الشرح قوله: (عين سهرت في سبيل الله) سبيل الله شامل لجميع الخيرات ومنها طلب العلم وهو السبيل الأعظم.