باب الصبر * الأصل 1 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي ابن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر رأس الإيمان.
* الشرح قوله: (الصبر رأس الإيمان) في الخبر الآتي «الصبر من الإيمان منزلة الرأس من الجسد» وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس للإيضاح والوجه ما أشار إليه بقوله «فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان» وذلك لما ذكرنا سابقا من أن الإنسان ما دام في هذه النشأة كان موردا للمصائب والآفات ومحلا للنوائب والعاهات، ومتوجها إليه الأذى من بني نوعه في المعاملات ومكلفا بفعل الطاعات وترك المنهيات والمشتهيات وكل ذلك ثقيل على النفس بشع في مذاقها وهي تتنفر منه نفارا وتتباعد منه فرارا فلا بد من أن يكون فيه قوة ثابتة وملكة راسخة بها يقتدر على حبس النفس على هذه الأمور الشاقة والوقوف معها بحسن الأدب وعدم الاعتراض على المقدر بإظهار الشكوى وعدم مؤاخذة من أذاه والانتقام منه وتلك القوة أو ما يترتب عليها أعنى حبس النفس على تلك الأمور ومقاومتها لهواها هي المسماة بالصبر ومن البين أن الإيمان الكامل بل نفس التصديق أيضا يبقى ببقائه ويفنى بفنائه فلذلك هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وفي طرق العامة «الصبر نصف الإيمان» قال ابن الأثير أراد بالصبر الورع لأن العبادة قسمان نسك وورع فالنسك ما أمرت به الشريعة والورع ما نهت عنه وإنما ينتهي بالصبر فكان الصبر نصف الإيمان، أقول الإيمان الكامل نصفه متعلق بالباطن ونصفه متعلق بالظاهر وقوام الظاهر فالصبر نصف الإيمان.
* الأصل 2 - أبو علي الأشعري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا الرأس ذهب الجسد، كذلك إذ ذهب الصبر ذهب الإيمان.
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، جمعيا، عن القاسم ابن محمد الإصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حفص إن من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن الله عز وجل بعث