شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٧٧
باب الصبر * الأصل 1 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي ابن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر رأس الإيمان.
* الشرح قوله: (الصبر رأس الإيمان) في الخبر الآتي «الصبر من الإيمان منزلة الرأس من الجسد» وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس للإيضاح والوجه ما أشار إليه بقوله «فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان» وذلك لما ذكرنا سابقا من أن الإنسان ما دام في هذه النشأة كان موردا للمصائب والآفات ومحلا للنوائب والعاهات، ومتوجها إليه الأذى من بني نوعه في المعاملات ومكلفا بفعل الطاعات وترك المنهيات والمشتهيات وكل ذلك ثقيل على النفس بشع في مذاقها وهي تتنفر منه نفارا وتتباعد منه فرارا فلا بد من أن يكون فيه قوة ثابتة وملكة راسخة بها يقتدر على حبس النفس على هذه الأمور الشاقة والوقوف معها بحسن الأدب وعدم الاعتراض على المقدر بإظهار الشكوى وعدم مؤاخذة من أذاه والانتقام منه وتلك القوة أو ما يترتب عليها أعنى حبس النفس على تلك الأمور ومقاومتها لهواها هي المسماة بالصبر ومن البين أن الإيمان الكامل بل نفس التصديق أيضا يبقى ببقائه ويفنى بفنائه فلذلك هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وفي طرق العامة «الصبر نصف الإيمان» قال ابن الأثير أراد بالصبر الورع لأن العبادة قسمان نسك وورع فالنسك ما أمرت به الشريعة والورع ما نهت عنه وإنما ينتهي بالصبر فكان الصبر نصف الإيمان، أقول الإيمان الكامل نصفه متعلق بالباطن ونصفه متعلق بالظاهر وقوام الظاهر فالصبر نصف الإيمان.
* الأصل 2 - أبو علي الأشعري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا الرأس ذهب الجسد، كذلك إذ ذهب الصبر ذهب الإيمان.
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، جمعيا، عن القاسم ابن محمد الإصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حفص إن من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن الله عز وجل بعث
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428