* الأصل باب التفويض إلى الله والتوكل عليه (باب) التفويض إلى الله والتوكل عليه 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن سنان، عن مفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام) ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي، عرفت ذلك من نيته، ثم تكيده السماوات والأرض ومن فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي، عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات والأرض من يديه وأسخت الأرض من تحته ولم أبال بأي واد هلك.
* الشرح قوله: (ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي) الاعتصام به دون غيره عبارة عن الانقطاع عن الغير بالكلية والرجوع إليه والركون إلى فضله وهو معنى التوكل والتفويض والوكيل كما يدفع الضرر عن موكله يجلب النفع إليه أيضا واقتصر على الأول لأن دفع الضرر أهم من جلب النفع على أن جلب النفع لدفع الضرر أيضا.
(وأسخت الأرض من تحته) السخت بالفتح الصلب الشديد فارسي معرب يستعمله العرب والعجم على معنى واحد، وهو كناية عن تضييق الأمر عليه لأن صلابة الأرض يستلزم الضيق والضنك في العيش لعدم خروج الزرع والثبات منها.
(ولم أبال أي واد هلك) إشارة إلى سلب اللطف والتوفيق عنه وعدم المبالاة بسيره في وادي الضلالة أو وقوعه في وادى جهنم وهلاكه فيهما.
* الأصل 2 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن محبوب، عن أبي حفص الأعشي، عن عمر [و] بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان، ينظر في تجاه وجهي ثم قال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا؟ فرزق الله حاضر للبر والفاجر، قلت: ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول، قال: فعل الأخرة؟ فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر - أو قال: قادر - قلت: ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول، فقال: مم حزنك؟ قلت: مما نتخوف من فتنة ابن الزبير وما فيه الناس قال: فضحك، ثم قال: يا علي بن الحسين هل أريت أحدا دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا، قال: فهل