شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢١
* الأصل باب آخر منه * الشرح قوله: (باب آخر منه) هذا الباب مثل السابق إلا أنه يذكر فيه شيئا من تفاصيل التكليف الأول واختلاف الخلق وحكمة ذلك الاختلاف وغير ذلك مما يظهر بالتأمل.
* الأصل 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود العجلي، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا، فامتزج الماءان، فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، ثم أخذ الميثاق على النبيين، فقال: ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي، وأن هذا علي أمير - المؤمنين؟ قالوا: بلي، فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولى العزم أنني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخز أن علمي (عليهم السلام) وأن المهدي أنتصر به لديني واظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي واعبد به طوعا وكرها، قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لادم عزم على الإقرار به وهو قوله عز وجل:
(ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد به عزم) قال: إنما هو فترك ثم أمر نارا فأججت فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها، فهابوها، وقال لأصحاب اليمين ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال قد أقلتكم إذهبوا فادخلوها، فهابوها، فثم ثبت الطاعة والولاية والمعصية.
* الشرح قوله: (فأخذ طينا من أديم الأرض) أي طينا مخمرا بالمائين وبذلك التخمير يتحقق القدرة على الخير والشر في الكل كما أشرنا إليه إذ لو وقع التخمير من العذب فقط لم تكن قدرة على الشر ولو وقع من الأجاج فقط لم تكن قدرة على الخير بالجملة في إيجاد هذا النوع وامتحانهم بالتكاليف يقتضى التخمير بالمائين.
قوله: (فعركه عركا شديدا) فخرجوا كالذر يدبون يمينا وشمالا، وحذف لدلالة سوق الكلام
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428