* الأصل باب 1 - الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عاصم ابن حميد، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه إلا كففت عليه ضيعته وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر.
* الشرح قوله: (وعزتي وجلالي وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني) العزة القوة والشدة والغلبة قيل وعزته عبارة عن كونه منزها عن سمات الامكان وذل النقصان ورجوع كل شيء إليه وخضوعه بين يديه والعظمة في صفة الأجسام كبر الطول والعرض والعمق وفي وصفه تعالى عبارة عن تجاوز قدره عن حدود العقول والأوهام حتى لا يتصور الإحاطة بكنه حقيقته وصفاته عنه ذوى الافهام وعلو علو عقلي على الاطلاق بمعنى أنه لا رتبة فوق رتبته وذلك لأن أعلى مرات الكمال العقلي هو مرتبة العلية ولما كانت ذاته المقدسة مبدأ كل موجود حسى وعقلي لا جرم كانت مرتبته أعلى المراتب العقلية مطلقا وله العلو المطلق في العاري عن الإضافة إلى شيء، وعن امكان أن يكون فوقه ما هو أعلى منه، وهذا معنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «سبق في العلو فلا أعلى منه» وارتفاع مكانه كناية عن عدم امكان الإشارة إليه بالعقول والحواس.
(لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه) المراد بهوى النفس ميلها إلى ما هو مقتضى طباعها من اللذات الحاضرة الدنيوية والخروع عن الحدود الشرعية وبهواه تعالى اعراضها عن هذا الميل وروعها إلى ما يوجب القرب إلى الحضرة الأحدية.
(إلا كففت عليه ضيعته وضمنت السماوات والأرض رزقه) يجوز في ضمنت تشديد الميم وتخفيفها، والسماوات منصوبة على الأول ومرفوعة على الثاني وضيعة الرجل ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك، ولعل المراد بها المعيشة، ويؤيده ما روى من طريق العامة « المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته» قال ابن الأثير أي يجمع عليه معيشته ويضمها إليه.
(وكنت له من وراء تجارة كل تاجر) الوراء فعال ولامه همزة عند سيبويه وأبى علي الفارسي وياء عند العامة وهو من ظروف المكان بمعنى قدام وخلف، والتجارة مصدر بمعنى البيع والشراء