شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٤٧
باب الرفق * الأصل 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن ذكره، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن لكل شيء قفلا وقفل الإيمان الرفق.
* الشرح قوله: (إن لكل شيء قفلا) أي حافظا له مانعا من ورود أمر فاسد عليه وخروج أمر صالح عنه من باب الاستعارة وتشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الإيضاح.
(قفل الإيمان الرفق) وهو لين الجانب والرأفة وترك العنف والجفاوة في الأفعال والأقوال على الخلق في جميع الأحوال سواء صدر منهم بالنسبة إليه خلاف الآداب أو لم يصدر وفيه تشبيه الإيمان بالجوهر والقلب بخزانته والرفق بالقفل لأنه يحفظه عن زواله منه وخروجه عنه وطريان مفاسده عليه.
* الأصل 2 - وبإسناده قال، قال أبو جعفر (عليه السلام): من قسم له الرفق قسم له الإيمان.
3 - علي بن إبراهيم، عنه أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن يحيى الأزرق، عن حماد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم ومضادتهم لهواهم وقلوبهم، ومن رفقه بهم أنه يدعهم على الأمر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقي عليهم عرى الإيمان ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا فإذا أراد ذلك نسخ الأمر بالآخر فصار منسوخا.
* الشرح قوله: (إن الله تعالى رفيق يحب الرفق) (1)

1 - قوله: «إن الله تعالى رفيق يحب الرفق» يدل على أن ملاك حسن الأخلاق وفضائل الملكات وجود مثلها أو ما يناسبها في صفات الله تعالى مثلا الله كريم يحب الكرم فالكرم من الملكات الفاضلة وحليم يجب الحلم، والجود حسن لأن الله جواد والسخاء حسنة وإن لم يوصف الله تعالى بالسخاء لكن وصفت بما يناسبها والشجاعة حسنة ولا يقال له تعالى شجاع لكن يتصف بعدم الخوف وهذا معنى ما قيل تخلقوا بالأخلاق الله تعالى: وبالجملة: هو الموجود الكامل الجامع لجميع الكمالات المنزه من جميع النقائص، وتحصيل كل كمال تشبه بالخالق تعالى وما يسلب عنه كالجسمية والمحسوسية والمكان والزمان والتركيب وأمثال ذلك من صفات النقص ويجب الترفع عنها على الإنسان بقدر استطاعته وهو معنى التقرب إلى الله وجعله غاية للعبادات. (ش)
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428