فمن لم يهيأ الصبر لها يعجز طبعه عن دفعها وعن حملها فيهلك بالجزع والهم ومن ثم قيل إذا وقع الانسان في البلية دواؤها الصبر فان لم يصبر وجزع هلك.
* الأصل:
25 - أبو علي الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا صبر وشيعتنا أصبر منا، قلت: جعلت فداك كيف صار شيعتكم اصبر منكم؟ قال: لان نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون.
* الشرح:
قوله (أبو علي الأشعري) الظاهر أنه أحمد بن إدريس القمي الثقة، وفي بعض النسخ أبو عبد الله الأشعري وهو حسين بن محمد بن محمد بن عمران بن أبي بكر الأشعري القمي الثقة.
قوله (انا صبر وشيعتنا أصبر منا) صبر بالضم والتشديد - جمع صابر كطلب جمع طلب وفيه دلالة على أن الصبر على شئ لا يعلم الصابر حقيقة ما يصل إليه من تحمله أعظم من الصبر عليه مع العلم بحقيقته ألا يرى أن صبر من القى إلى الجب على ما لقيه من ظلمته ووحشته وغيرهما مع عدم علمه بما يؤول إليه حالة أعظم من صبر من ألقى فيه مع علمه بسبب اخبار مخبر صادق كجبرئيل «ع» أو بغيره بأنه سيخرج ويملك سلطنة العباد كيوسف الصديق «ع» وهذا مما لا ينبغي انكاره ولكن كون الثواب المترتب على ذلك الصبر أعظم محل تأمل.
باب الشكر * الأصل:
1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الطاعم الشاكر له من الأجر كأجر الصائم المحتسب. والمعاني الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر، والمعطي الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع.
* الشرح:
قوله (الطاعم الشاكر له من الاجر كاجر الصائم المحتسب) في المصباح طعمته أطعمه طعما بفتح الطاء ويقع على كل ما يساغ حتى الماء وذوق الشئ وفي التنزيل «ومن لم يطعمه فإنه مني».
وعلى هذا فالطاعم يصدق على الاكل والشارب، والاحتساب الاعتداد وفلان احتسب عمله إذا نوى به وجه الله لان له حينئذ أن يعتده، وفيه دلالة على أن الشكر على الاكل والشرب مثل الصوم في الاجر، وقال المحقق الطوسي الشكر أشرف الاعمال وأفضلها، واعلم أن الشكر مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية وله أركان ثلاثة الأول معرفة المنعم وصفاته اللايقة به ومعرفة النعمة من حيث