شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٩١
فمن لم يهيأ الصبر لها يعجز طبعه عن دفعها وعن حملها فيهلك بالجزع والهم ومن ثم قيل إذا وقع الانسان في البلية دواؤها الصبر فان لم يصبر وجزع هلك.
* الأصل:
25 - أبو علي الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا صبر وشيعتنا أصبر منا، قلت: جعلت فداك كيف صار شيعتكم اصبر منكم؟ قال: لان نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون.
* الشرح:
قوله (أبو علي الأشعري) الظاهر أنه أحمد بن إدريس القمي الثقة، وفي بعض النسخ أبو عبد الله الأشعري وهو حسين بن محمد بن محمد بن عمران بن أبي بكر الأشعري القمي الثقة.
قوله (انا صبر وشيعتنا أصبر منا) صبر بالضم والتشديد - جمع صابر كطلب جمع طلب وفيه دلالة على أن الصبر على شئ لا يعلم الصابر حقيقة ما يصل إليه من تحمله أعظم من الصبر عليه مع العلم بحقيقته ألا يرى أن صبر من القى إلى الجب على ما لقيه من ظلمته ووحشته وغيرهما مع عدم علمه بما يؤول إليه حالة أعظم من صبر من ألقى فيه مع علمه بسبب اخبار مخبر صادق كجبرئيل «ع» أو بغيره بأنه سيخرج ويملك سلطنة العباد كيوسف الصديق «ع» وهذا مما لا ينبغي انكاره ولكن كون الثواب المترتب على ذلك الصبر أعظم محل تأمل.
باب الشكر * الأصل:
1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الطاعم الشاكر له من الأجر كأجر الصائم المحتسب. والمعاني الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر، والمعطي الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع.
* الشرح:
قوله (الطاعم الشاكر له من الاجر كاجر الصائم المحتسب) في المصباح طعمته أطعمه طعما بفتح الطاء ويقع على كل ما يساغ حتى الماء وذوق الشئ وفي التنزيل «ومن لم يطعمه فإنه مني».
وعلى هذا فالطاعم يصدق على الاكل والشارب، والاحتساب الاعتداد وفلان احتسب عمله إذا نوى به وجه الله لان له حينئذ أن يعتده، وفيه دلالة على أن الشكر على الاكل والشرب مثل الصوم في الاجر، وقال المحقق الطوسي الشكر أشرف الاعمال وأفضلها، واعلم أن الشكر مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية وله أركان ثلاثة الأول معرفة المنعم وصفاته اللايقة به ومعرفة النعمة من حيث
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428