شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٦٨
* الأصل باب حقيقة الإيمان واليقين 1 - عدة من أصحابنا. عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض أسفاره إذ لقيه ركب. فقالوا:
السلام عليك يا رسول الله، فقال: ما أنتم؟ فقالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله، قال: فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لأمر الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، [ف‍] - إن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ولا تجمعوا ما لا تأكلون واتقوا الله الذي إليه ترجعون.
* الشرح قوله: (بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض أسفاره إذ لقيه ركب) قال بعض المحققين: بينا هي بين الظرفية أشبعت فتحتها ألفا، ويقع بعدها حينئذ إذ الفجائية غالبا وعاملها محذوف يفسره الفعل الواقع بعد إذ عند بعض، وبعضهم يجعلها خبرا عن مصدر مسبوك من الفعل أي بين أوقات سفرة لقى الركب، والركب جمع راكب الدابة مثل صاحب وصحب.
قوله: (فقال ما أنتم) «ما» كما تكون سؤالا عن حقيقة الشيء كذلك تكون سؤالا عن خواصه وآثاره المترتبة عليه وهو المراد هنا فلذلك أجابوا بها (فقالوا نحن مؤمنون) أي متصفون بالإيمان الكامل (يا رسول الله) ولما ادعوا أنهم من أهل الإيمان سألهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن خواص الإيمان وآثاره اللازمة له ليعلم هل علموا الإيمان أم لا؟ (قال: فما حقيقة ايمانكم) أي ما الذي ينبئ عن كون ما تدعونه من الإيمان حقا ثابتا فأجابوا بأفضل خواص الإيمان وأكمل آثاره التي لا تنفك عنه حقيقة الإيمان الكامل. (قالوا الرضاء بقضاء الله) في جميع الأحوال (والتفويض إلى الله) في جميع الأمور (والتسليم لامر الله) والأخباث له في جميع الاحكام. (فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)) في مدحهم لكون هذه الخصال المرضية من آثار العلم والحكمة، وهما من أعظم صفات الأنبياء (علماء حكماء كادو أن يكونوا من الحكمة أنبياء) لأن وجود الأثر دليل على وجود المؤثر، وقد ذكرنا سابقا أن الحكيم أرفع من العليم، وشبههم بالأنبياء على وجه المبالغة لكمال التشابه والتقارب، ولما كانت هذه الصفات يقتضى الزهد في الدنيا والتقوى أي التحرز عما يؤثم وتفريغ القلب عن غيره تعالى حثهم على الأول بقوله (فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ولا تجمعوا ما لا
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428