شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٧٢
باب ذم الدنيا والزهد فيها * الأصل 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الهيثم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصرة عيوب الدنيا داءها ودواءها وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار الإسلام.
* الشرح قوله: (من زهد في الدنيا) زهد في الشيء وعن الشيء زهدا وزهادة إذا رغب عنه ولم يرده ومن فرق بين زهد فيه وعنه فقد أخطأ كذا في المغرب، وقال صاحب العدة إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل جبرئيل (عليه السلام) عن تفسير الزهد فقال جبرئيل (عليه السلام) الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج من حلال الدنيا ويلتفت إلى حرامها فإن حلالها حساب وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ويتحرج من الكلام فيما لا يعينه كما يتحرج من الحرام ويتحرج من كثرة الأكل كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها ويتحرج من حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن يغشاها وأن يقصر أمله وكما بين عينيه أجله. وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أن الزهد قصر الأمل وتنقية القلب وأن لا يفرح بالثناء ولا يغتم بالذم ولا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا ولا يلبس ثوبا حتى يعلم أن أصله طيب وأن لا يلتزم الكلام فيما لا يعنيه وأن لا يحسد على الدنيا وأن يحب العلم والعلماء وأن لا يطلب الرفعة والشرف، وقال بعض العلماء أصل الزهد أربعة أشياء الحلم في الغضب، والجود في القلة، والورع في الخلوة، وصدق القول عند من يخاف منه أو يرجو. وقال بعض الأكابر إن الزهد ثلاثة أحرف زاي وهاء ودال فالزاي ترك الزينة، والهاء ترك الهواء، والدال ترك الدنيا وينبغي أن يعلم أن الزهد في الدنيا والصبر والشكر والتوبة والخوف والرجاء والمحبة والتوكل والرضا وغيرها من الفضائل النفسانية والخصائل الروحانية صفات للنفس وحالات لها حصولها تابع لحصول الحكمة أعنى العلم بالدين ثم أن حصول هذه الأمور ورسوخها سبب لبقاء الحكمة وإستقرارها وثباتها وزيادتها كما قال (عليه السلام) «من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه» من الأثبات بالثاء المثلثة أو بالنون فمن أعظم مكارم الصالحين وأجل صفات العارفين الزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله كما أن من أشنع صفات المنافقين وأقبح سمات الغافلين الرغبة في الدنيا والإعراض عما عند الله وعن أحوال الآخرة. والأصل في الأول العلم بأن الدنيا ولذاتها أمتعة باطلة
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428