شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٤٣
باب المداراة * الأصل 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس وحلم يرده به جهل الجاهل.
* الشرح قوله: (ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل) العمل التام هو العمل الخالص الغير المشوب بشيء يوجب فساده أو نقصانه وهذه الثلاث أو لها ورع يحجزه عن معاصي الله إذ من لم يكن له ورع يصدر منه المعاصي كثيرا فلا يكون عمله تاما بل مختلطا وثانيها خلق يداري به الناس أي يلاطفهم ويلاينهم ويحسن صحبتهم ويحتمل منهم كيلا يتنفروا عنه، ومن لم يكن له هذا الخلق لم يتم له عمل إذا كثيرا ما يصدر منها المكاشفة والخشونة والمناقشة والمجادلة والمقاومة وهذه الامور توجب فساد عمله أو نقصانه، وثالثها حلم يرد به جهل الجاهل أي ملكة لا تنفعل بها النفس عما صدر من الجاهل من السفاهة والايذاء والاستخفاف والاضرار بل ترد بها جميع ذلك بالعفو عنه قال بعض الحكماء: موضعان لا اعتذر من العي فيهما إذا خاطبت جاهلا وإذا سألت حاجة ومن لم يكن له حلم يصدر منه مثل ما صدر من الجاهل فلا يكون عمله تاما أيضا.
* الأصل 2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين ابن الحسن قال: سمعت جعفرا (عليه السلام) يقول: جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك دار خلقي.
* الشرح قوله: (دار خلقي) وإن كانوا كفارا كما دل على قوله تعالى (وقولا له قولا لينا» ومن جملة المداراة والملاطفة واستجلاب طبايعهم إلى الحق وتأنيسهم به بالحكمة والموعظة الحسنة قليلا قليلا على سبيل التلطف لا دفعة لئلا تشمئز عنه قلوبهم ولا يتنفر عنه طباعهم ولو لم يمكن تأنيسهم به أما لغموضه بالنسبة إلى أفعالهم أو لقوة اعتقادهم الباطل ينبغي أن يحملهم عليه بالحيل والتدبير والمقدمات الخطابية حتى يرجعوا من الجهل المركب إلى الجهل البسيط ثم يداويه.
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428