شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٧٤
باب من بلغه ثواب من الله على عمل * الأصل 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه، كان له، وإن لم يكن على ما بلغه.
* الشرح قوله: (من سمع شيئا من الثواب على شي ء فصنعه) الحديث حسن الطريق مضمونه مؤيد بالخبر الذي بعده (1) بابويه عن علي بن موسى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن هشام بن صفوان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال «ومن بلغه. شيء من الثواب على شيء من الخير فعمله كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقله» كان المراد أن من سمع رواية صادقه بحسب ظنه دالة على الثواب المترتب على فعل شيء أو تكره فصنع ذلك الشيء وأتى به طلبا لذلك الثواب كان له أجر ذلك الشيء وان لم يكن المسموع على ما بلغه. وقال الشيخ في الأربعين يحتمل أن يراد بسماع الثواب مطلق

١ - قوله «مضمونه مؤيد بالخبر الذي بعده» وهو من فروع حسن الظن بالله المرغوب إليه فيما سبق من الأحاديث ومن الصفات التي تبقى مع النفس بعد مفارقة البدن وتنفع الإنسان بنفسها مباشرة في الآخرة لامن الصفات المقدماتية التي إلا بالواسطة والعرض فإن الملكات الحسنة على قسمين قسم منها كالعفة والشجاعة والسخاء يختص بهذه الحياة والدنيا ما دامت النفس في البدن وممنوة بالشهوات والأوهام والصفات البدنية وفائدة هذه الملكات حفظ النفس عن غوائل الشهوات وأمثالها فلو لم يكن في الإنسان شهوة لم يكن عفة ولو لم يكن خوف لم تحسن الشجاعة السخاء وبعد فراق النفس عن البدن لم تكن فيه شهوة القبائح فلا معنى لوجوده العفة ولم يتحقق فيه خوف الموت فلا معنى لتحسين صفة الشجاعة له. وأما معرفة الله تعالى وصفاته الكمالية وحسن الظن به والاعتماد عليه والتلذذ بقربه فهي مما يعقل وجوده للنفس الإنسانية بعد الموت وقد تكون الملكة غير الباقية مستلزمة لصفة يمكن ان تبقى مع النفس كنية فعل الخير فإنها تستلزم حب الخير والصبر فإنه يتضمن الرضا بحكم الله تعالى، ولمثل تلك الصفات حكم في الآخرة ويثاب عليها وقد مر في سر خلود المؤمنين من النعيم وخلود الكفار في الجحيم بقاء نية الخير أو الشر في قلوبهم فهم يعذبون بسبب النية كشجرة تثمر ثمرا رديا لعيب طري على أصله وبالجملة فحسن الظن بالله ملكة فاضلة إذا رسخت في النفس كمل إيمانها بالله ورجاء الثواب من عمل لا يحتمل كونه مبغوضا تقرب إليه وذكر لآلائه ولطفه وهو حسن عقلا يستحق به الثواب والطريق الذي ذكرناه في التسامح في أدلة السنن أنسب وألصق بعلم الأخلاق والكلام مما ذكره الشارح فإنه أنسب بالفقه. (ش)
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428