* الأصل باب آخر منه وفيه زيادة وقوع التكليف الأول * الشرح قوله: (باب آخر وفيه زيادة وقوع التكليف الأول) يفهم من الروايات أن التكليف الأول وهو ما وقع قبل التكليف في دار الدنيا بارسال الرسل وإنزال الكتب متعدد الأول كان في عالم الأرواح الصرفة، الثاني كان وقت تخمير الطينة قبل خلق آدم منها، الثالث كان بعد خلق آدم منها حين أخرجهم من صلبه وهم ذر يدبون يمينا وشمالا وكل من أطاع في هذه التكليف الثلاثة فهو يطيع في تكليف الدنيا كل من عصى فيها فهو يعصى فيه وهنا تكليف خامس يقع في القيامة وهو مختص بالأطفال والمجانين والشيوخ الذين أدركوا النبي وهم لا يعقلون وغيرهم ممن ذكر في محله.
* الأصل 1 - أبو علي الأشعري ومحمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان، إن الله عز وجل قبل أن يخلق قال: كن ماء عذبا أخلق جنتي وأهل طاعتي، وكن ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي ثم أمرهما فامتزجا، فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر والكافر المؤمن ، ثم أخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فإذا هم كالذر يدبون، فقال لأصحاب اليمين:
إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم أمر نارا فأسعرت، فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها، فهابوها، فقال لأصحاب اليمين: ادخلوا فدخلوها، فقال: كوني بردا وسلاما فكانت بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها، فذهبوا فهابوها، فثم ثبت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء من هؤلاء.
* الشرح قوله: (لو علم الناس كيف ابتداء الخلق) خلق الله تعالى الأرواح بعد توا فقها في فطرة الإيمان على مراتب متفاوتة في الإيمان والكمال والإدراك، وخلق الأسجاد من مواد مختلفة بحسب اختلاف الأرواح فيما ذكر، ووضع كل واحد منها فيما يليق به، ولو علم الناس كيفية تلك المراتب