شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٦٩
* الأصل باب 1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن الأحول، عن سلام ابن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا إن لكل عبادة عبادة شرة تصير إلى فترة، فمن صارت شرة عبادته إلى سنتي فقد اهتدى ومن خالف سنتي فقد ضل وكان عمله في تباب أما إني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأضحك وأبكي فمن رغب عن منهاجي وسنتي فليس مني.
وقال: كفي بالموت موعظة، وكفى باليقين غني، وكفى بالعبادة شغلا.
* الشرح قوله: (ألا أن لكل عبادة شرة ثم تصير إلى فترة فمن صارت شرة عبادته إلى سنتي فقد اهتدى) الشرة وزان الشدة: الحدة والرغبة والنشاط في العمل والفترة بفتح الفاء الضعف الكسل فيه وأصلها الإنكسار، يقال فتر عن العمل فترة وفتورا إذا إنكسر حدته، ولعل المراد أن للمبتدي في العبادة نشاطا تاما وإرادة حادة ورغبة كاملة تبعث النفس على الجد فيها وتحمل مشاقها فإذا دام ذلك يعتري النفس فتور وضعف عن العبادة إما لملال الطبع وسآمته أو لمنع من جهة الحق عز وجل يمتحن به العباد ليريه عجزه فلا يعجب بعمل نفسه بل يرى تمكنه من العمل بحسن توفيقه أو ليختبر ما عنده من الصدق فإن هو سكن ولم يتألم لذلك فلا يردها عليه فإنه لا يعرف قدرها وإن هو توجع وتضرع وجزع فردها إليه وزاده ثم بين حال الشرة بقوله «فمن صارت شرة عبادته إلى سنتي » أي طريقتي وهي طريقة العدل والاقتصاد ولم تتجاوز عنها فقد اهتدى لأن طريق الإقتصاد قلما يعتريه الفتور وأما المتجاوز عنه فإنه في معرض الفتور لسآمة النفس وملالها غالبا كما يظهر من الباب الآتي. هذا الذي ذكرنا على سبيل الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال.
قال (كفى بالموت موعظة) الموعظة هي الزاجرة عن الدنيا الركون إليها والداعية إلى الآخرة وقرب الحق وأعظمها هو الموت إذ العاقل إذا تفكر فيه وفي غمراته وما يعقبه من أحوال البرزخ والقيامة وأهوالها والحساب والعقاب وما فعله بأهل الدنيا من قطع أيديهم عنها وإخراجهم منها طوعا أو كرها هانت عنده الدنيا وما فيها واجتهد في الطاعة وتحرز عن المعصية (وكفي باليقين غني) الغني ما يغنى عن غير الله تعالى ويرفع الحاجة إليه واليقين بالله وباليوم الآخر وبحصول ما وعده الله من الجزاء والإرزاق أقوى ما يغني عن غير الله سبحانه لأنه نور موجب لوصول السالك إلى الحق واتصاله به اتصالا معنويا بحيث لا يشاهد غيره فضلا عن الاحتياج إليه (وكفى بالعبادة
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428