شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٩١
فكاك رقابهم) جأر كمنع رفع صوته بالدعاء وتضرع واستغاث، وفيه إشارة إلى كماله في القوة العملية بارتكاب العبادات والتضرع والاستغاثة إلى الله والخوف منه والترقب بما عنده من الكرامة والعفو من التصير، وذكر الليل لأن العبادة فيه أشق وأقرب إلى القربة والقلب فيه أفرع. (وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح، قد براهم الخوف من العبادة) أما النهار عطف على أما الليل وكلاهما يجوز فيه الرفع على الابتداء والنصف على الظرفية. والحلم فضيلة تحت ملكة الشجاعة وهي الوسط بين رذيلتي المهابة والافراط في الغضب. والعلم إشارة إلى كمالهم في القوة النظرية بالعلم النظري والشرعي وهو معرفة الصانع وصفاته وأحكامه الشرعية. والبر بالفتح والبار الصادق أو التقى وهو خلاف الفاجر وجمع الأول أبرار وجمع الثاني بررة مثل كافر وكفرة وفاسق وفسقة والمعنى أنهم خائفون من الله تعالى وتاركون جميع القبايح البدنية والنفسانية، وأشار إلى ثمرة خوفهم بقوله: «كأنهم القداح» وهي بالكسر جمع القدح بالكسر والتسكين وهو السهم قبل أن يراش ويركب عليه نصله وأشار إلى وجه الشبه بقوله «قد براهم الخوف من العبادة» وبراهم بفتح الباء وتخفيف الراء مثل هداهم من البري «وهو تراشيدن تير» يعني قد براهم الخوف كبر القداح في النحافة والدقة وإنما يفعل الخوف ذلك لإشتغال النفس المدبرة للبدن بسبب الخوف عن النظر في صلاح البدن ووقوف القوة الشهوية والغاذية عن أداء بدل ما يتحلل.
(ينظر إليهم الناظر) من أهل الدنيا الذي طوره غير طورهم (فيقول مرضى) أي هم مرضى نظرا إلى نحاقة أجسادهم (وما بالقوم من مرض أم خولطوا) أي اختلت عقولهم نظرا إلى تكلمهم بكلام خارج عن دركه (فقد خالط القوم أمر عظيم) وهما الخوف من ذكر النار وما فيها وفيه إشارة إلى ما يعرض لبعض العارفين عند ذكر النار وما فيها وإتصال نفسه بالملأ الأعلى، واشتغاله عن تدبير البدن وضبط حركاته وسكناته على نحو حركات أهل الدنيا وسكناتهم من نحول جسمه وتغير هيئته وتكلمه بكلام خارج عن طور كلامهم مستبشع عندهم فينبسه الناظر منهم تارة إلى المرض الجسماني وتارة إلى المرض الروحاني وهو اختلاط العقل واختلاله بالجنون فقال (عليه السلام) أما المرض فمنتف، وأما المخالطة فمتحققة لكن لا بالجنون ونقصان العقل كما توهموا، بل الخوف والذكر والاتصال. وهي داء للنفس يشفيها من جميع الأمراض المهلكة.
* الأصل 16 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبي عبد الله المؤمن، عن جابر قال: دخلت علي أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا جابر والله إني لمحزون وإني لمشغول القلب، قلت: جعلت فداك وما شغلك؟ وما حزن قلبك؟ فقال «: يا جابر أنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغل قلبه عما سواه، يا جابر ما
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428