شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٨٧
خطيئة تابعة لحب الدنيا منبعثة منها لأن الدنيا طريق الهوى وسبيل المنى إلى الشهوات الحاضرة الخيالية واللذات العاجلة الاعتبارية التي منها الكبر والحرص والحسد وحب النساء وغيرها من الخصال المذكورة وغير المذكورة من متعلقات الهوى والمعنى رسما وعادة، وهذه الامور لا تتحصل إلا باستعمال القوة الشهوية الجالبة والقوة الغضبية الدافعة للموانع منها ويتولد منهما مفاسد كثيرة غيرة محصورة ومن ههنا علم أن كل خطيئة تنبعث من حب الدنيا وتتفاوت باعتبار التفاوت في حبها فمن ترك حبها صار خالصا لمولاه ومن أحبها صار عبدا لدنيا ثم أشار إلى أن الدنيا مطلقا ليس بمذمومة بقوله (والدنيا دنياءان دنيا بلاغ) وهو قدر الكفاف من طريق الحلال وهذا القدر لا بد لكل أحد حتى الأنبياء والأوصياء الذين غاية هممهم ترك الدنيا والتوجه إلى المولى وهو المعين للبقاء والعبادة (ودنيا ملعونة) وهي الزائدة عن قدر الحاجة أو الحاصلة من طريق الحرام أو الداعية للنفس إلى الطغيان والقلب إلى العصيان وأهلها إلى الخذلان وتعلق اللعن بها باعتبار بأهلها أو باعتبار أنها بعيدة عن الخير.
* الأصل 12 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن في طلب الدنيا إضرارا بالأخرة وفي طلب الآخرة إضرارا بالدنيا، فأضروا بالدنيا فإنها أولى بالإضرار.
* الشرح قوله: (إن في طلب الدنيا أضرارا بالآخرة) لأن توجه الظاهر والباطن إليها وصرف الفكر فيها وفي كيفية تحصيلها وحفظها وإرسال القوة الشهوية والغضبية إلى الجلب والدفع ينافي طلب الآخرة والتوجه إليها ويفهم منه أن المذموم من الدنيا ما يضر بأمر الأخرة، وأما ما لا يضر به كقدر الحاجة في البقاء والتعيش فليس بمذموم بل ممدوح.
* الأصل 13 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): حدثني بما أنتفع به فقال: يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت، فإنه لم يكثر إنسان ذكر الموت إلا زهد في الدنيا.
* الشرح قوله: (أكثر ذكر الموت فإنه لم يكثر إنسان ذكر الموت إلا زهد في الدنيا) لأن أكثار ذكر الموت وما يلحق الإنسان بعده مع قلب حاضر من أشد الجواذب عن الدنيا إلى الله، وفيه تنفير عن محبة
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428