شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٨٨
الدنيا للاشتغال بالعمل للآخرة وإنما قلنا مع قلب حاضر لأن أكثر أهل الدنيا يذكرون الموت ويمشون خلق الجنائز ويشاهدون مسكن الموتى ولا تتأثر قلوبهم لاشتغالها بأمر الدنيا وتكدرها بفكر زهراتها حتى صارت مظلمة لا يستقر فيها الحق وحقيقة الموت وما بعده وهكذا حال جميع العبادات فإنها ما لم تقترن بحضور القلب لا يحصل منها الأثر المقصود وهو قرب الحق ومشاهدة جلاله والوصول إلى حقيقة كمال الإنسان.
* الأصل 14 - عنه، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (صلى الله عليه وآله وسلم): ملك ينادي كل يوم: ابن آدم! لد للموت، واجمع للفناء، وابن للخراب.
* الشرح قوله: (قال أبو جعفر (عليه السلام) ملك ينادي كل يوم ابن آدم لد للموت واجمع للفناء وابن للخراب) في نهج البلاغة قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «أن لله ملكا ينادى في كل يوم لدوا للموت واجمعوا للفنا وابنوا للخراب» قال شارحه ليس اللام فيها للغرض وإنما هي للعاقبة نحو قوله تعالى (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا».
* الأصل 15 - عنه، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد إرتحلت مقبلة ولك واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا [ألا] وكونوا من الزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، ألا إن الزاهدين في الدنيا إتخذوا الأرض بساطا والتراب فراشا والماء طيبا وقرضوا من الدنيا تقريضا، ألا ومن إشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب، ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وكمن رأى أهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة وقلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، حوائجهم خفيفة، صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبى راحة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم وهم يجأرون إلى ربهم، يسمعون في فكاك رقابهم. وأما النهار فحلماء، علماء، بررة، أتقياء، كأنهم القداح قد براهم الخوف من العبادة ينظر إليهم الناظر فيقول: مرضى - وما بالقوم من مرض - أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم، من ذكر النار وما فيها.
* الشرح قوله: (قال علي بن الحسين (عليهما السلام): إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة) رحل عن البلد وارتحل شخص
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428