شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٨٣
فإنها تضر كثيرا (فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذا الجدي على أهله) نظيره قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم» العراق بعضم العين وتخفيف الراء العظم وأيضا نظيره ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري «أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر بالسوق فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بإذنه ثم قال أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال: تحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيا كان غيبا فيه لأنه أسك فيك وهو ميت رب فقال فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم» وروى «أن الدنيا يوم القيامة تقول: (1) أسكتي يا لا شيء أني لم أرضك لهم في الدنيا كيف أرضاك لهم اليوم؟».
* الأصل 10 - علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله ابن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله بعبد خيرا زهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره عيوبها ومن أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة، وقال: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق، قلت: جعلت فداك مماذا؟ قال: من الرغبة فيها، وقال: إلا من صبار كريم، فإنما هي أيام قلائل، ألا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا، قال:
وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط وإنما خالط القوم حلاوة حب الله، فلم يشتغلو بغيره. قال: وسمعته يقول: إن القلب إذا

1 - قوله: «إن الدنيا يوم القيامة تقول» لا يخفى أن هذا الخبر لا يوافق ما في أذهان بعض الناس من أن الفرق بين الدنيا والآخرة بتقدم الأولى زمانا وتأخر الأخرى كذلك والآخرة عندهم هي الدنيا بعينها لكن في زمان متأخر نظير تأخر أمة إبراهيم عن أمة نوح (عليه السلام) وكما لا يمكن أن يطلب رجل من عهد إبراهيم (عليه السلام) ان يجعله الله تعالى في زمان نوح (عليه السلام) كذلك لا يمكن أن يطلب رجل من عهد مضى الدنيا وإنقضائها أن يجعله من أهل الدنيا والحق أن الفرق بين العالمين ليس بتأخر والتقدم الزمانيين فقط بل بينهما فرق في أمور كثيرة كما يظهر لمن تتبع الآيات الكريمة والروايات الكثيرة وليس هنا موضع ذكرها ولذلك لم يجب الله تعالى السائلين عن وفت الساعة وزمانها ولم يقررهم على جهلهم والمعنى أن الدنيا طلبت من الله تعالى أن يجعل الصالحين من أهل الدنيا لا الدنيا المتقدمة زمانا بل الدنيا الجامعة لهذه الصفات المختصة بها من التغير والكون والفساد وأمثالها ولو في زمان تأخر بالنسبة إلى الدنيا السابقة لا بالنسبة إلى الآخرة إذ ليس بعد الآخرة شيء وقد سبق في الصفحة 318 من هذا الجزء قول الشارح قد صرح بعض أصحابنا بأن عذاب المستحق له واقع بالفعل وان جهنم لمحيطة به وإنه داخل فيها ولكن الحجاب مانع من رؤيتها لحكمة تقتضيه. إنتهى، وهذا يدل على عدم تأخر العذاب عن الدنيا تأخرا زمانيا. (ش)
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428