فإنها تضر كثيرا (فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذا الجدي على أهله) نظيره قول أمير المؤمنين (عليه السلام) «والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم» العراق بعضم العين وتخفيف الراء العظم وأيضا نظيره ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري «أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر بالسوق فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بإذنه ثم قال أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال: تحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيا كان غيبا فيه لأنه أسك فيك وهو ميت رب فقال فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم» وروى «أن الدنيا يوم القيامة تقول: (1) أسكتي يا لا شيء أني لم أرضك لهم في الدنيا كيف أرضاك لهم اليوم؟».
* الأصل 10 - علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله ابن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله بعبد خيرا زهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره عيوبها ومن أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة، وقال: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق، قلت: جعلت فداك مماذا؟ قال: من الرغبة فيها، وقال: إلا من صبار كريم، فإنما هي أيام قلائل، ألا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا، قال:
وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط وإنما خالط القوم حلاوة حب الله، فلم يشتغلو بغيره. قال: وسمعته يقول: إن القلب إذا