شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٧٧
عنها فهو أشر والمندرج في ترك الدنيا والرغبة فيها يحكم بذلك صريح العقل بعد التأمل فيما يصدر عن الإنسان فان كل ما يصدر عته فالغرض منه أما حب الدنيا كالبخل والحرص والحسد والكبر وترك الزكاة لجمع المال وترك الصلاة لحب الراحة وأمثال ذلك أو حب الله وحب الآخرة ورفض الدنيا كأضداد الأمور المذكورة ومن ثم قيل القلب بقدر تعلقه بالدنيا ينقطع تعلقه بالله وباليوم الاخر ويبعد تعلقه بالخير.
(ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يجد الرجل حلاوة الإيمان حتى لا يبالي من أكل الدنيا) شبه الإيمان بحلو في ميل الطبع وأثبت له الحلاوة من باب المكنية والتخييلية أو شبه أثرا من آثار الإيمان وهو محبة الرب وقربه بالحلاوة في اللذة واستعار له لفظ الحلاوة والمراد أن الرجل لا يجد محبة الرب وقربه حتى لا يبالي من أكل الدنيا أي لا يهتم به ولا يكثر له ولا يعبأ ولا يرى له قدرا وهذه الخصلة لا تحصل إلا بتنزيه النفس عن محبة الدنيا والزهد فيها وقطع التعلق عنها بالكلية.
* الأصل 3 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أمير المؤمنين (عليه السلام): إن من أعوان الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا.
* الشرح قوله: (ان من أعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا) لظهور أن الاشتغال بالدنيا وصرف الفكر في طرق تحصيلها ووجه ضبطها ورفع موانعها مانع عظيم من تفرغ القلب للأمور الدينية وتفكره فيها وطلب أمر الآخرة ولذلك روى أن الدنيا والآخرة ضرتان إذ الميل بأحديهما يضر بالاخر فترك الدنيا معين تام على طلب الدين.
4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن على بن هاشم بن البريد، عن أبيه أن رجلا سأل علي بن الحسين (عليه السلام)، عن الزهد فقال: عشرة أشياء، فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين; وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا. ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله عز وجل (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم).
* الشرح قوله: (إن رجلا سأل علي بن الحسين (عليه السلام) عن الزهد فقال: عشرة أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع) قال (عليه السلام) في باب الرضاء بالقضاء أعلى درجة الزهد أدني درجة الورع كما في
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428