شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٨٢
المفاتيح.
* الشرح قوله: (خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو محزون) لعل حزنه كان لضعف المسلمين وقوة المشركين والاهتمام بتجهيز أسباب الجهاد.
قوله: (الدنيا دار من لا دار له) أي في الآخرة لأن من له دار في الآخرة وهي الجنة لا يسكن قلبه إلى الدنيا ولا يتخذها دارا وموضع إقامة لنفسه ويحتمل أن يكون المراد أن الدنيا دار من ليست له حقيقة الدار أصلا لا في الآخرة وهو ظاهر لظهور أن بناها على العمل لها وترك الدنيا، ولا في الدنيا لظهور أن الدنيا ليست دار إقامة فهي ليست بدار حقيقة، ثم قبح الدنيا والجمع لها بقوله (ولها يجمع من لا عقل له) لأن العاقل يعلم بنور بصيرته إن الدنيا وما فيها منصرمة مؤذية بأهلها مضرة بأمر الآخرة فلا يسكن إليها ولا يشغل بالجمع لها بل يفر منها إلى الله وأما الجاهل فلخمود عقله يغفل عن أمره الآخرة ولا يعلم إلا ظاهرا من الحياة الدنيا وليس له هم إلا الجمع لها، فأنظر أيها الأخ في الله إلى علو همة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف ترك الدنيا ورفضها وهي في يده من غير تعب ولا ضرر في شيء من أمر آخرته وماله عند الله من المقامات العالية لظهور عيوبها وكثرة مقابحها ومساويها وليكن لك أسوة حسنة بنبيك الأطهر بل أنت أولى بتركها وأجدر لأنك لا تخلو من التعب في تحصيلها ومن الحرمان في عدم حصولها ومن الضرر في أمر الآخرة والدنيا.
* الأصل 9 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بجدي أسك ملقى على مزبلة ميتا، فقال لأصحابه: كم يساوي هذا؟ فقالوا: لعله لو كان حيا لم يساو درهما، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذا الجدي على أهله.
* الشرح قوله: (مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بجدي أسك ملقى على مزبلة ميتا) الأسك مقطوع الاذنين أو صغيرهما مطلقا أو مع لصوقهما بالرأس وقلة أشرافهما والمزبلة بفتح الباء والضم لغة موضع يلقى فيه الزبل بالكسر وهو السرقين ثم استفهم عن قيمته (فقال لأصحابه: كم يساوي هذا؟) والغرض من هذا السؤال تقريرهم على أنه خبيث لا قيمة له فهم أقروا بذلك (فقالوا لعلله لو كان حيا لم يساو درهما) فهو على هذه الحالة الكريهة غير مرغوب لأحد فلا تيمه له، والغرض من هذا التقرير تنفيرهم عن الدنيا بشبيهها به وتفضيلها عليه في الهون والخبث لأنه لا ينفع ولا يضر بخلاف الدنيا
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428