شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٢٣
(فقال غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف) دل على أن ترك كبيرة واحدة مع الاقتدار عليها خوفا من الله وخالصا لوجهه موجب لغفران الذنوب كلها ولو كن حق الناس على احتمال لأن الرجل كان يقطع الطرق مع احتمال أن يكون المغفرة للخوف مع التوبة إلى الله والمراجعة إلى الناس في حقوقهم كما فيهم من قوله «وليس له همة إلا التوبة والمراجعة».
* الأصل 9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن مما حفظ من خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: يا أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألا إن المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لاخرته وفي الشبيبة قبل الكبر وفي الحياة قبل الممات، فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلا الجنة أو النار.
* الشرح قوله: (أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم) لعل المراد بها مواضع العلوم والحقايق وهي القوانين الشرعية، أو الحجج العالمون بها.
(وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم) كان المراد بها الغاية المطلوبة للإنسان وهي الكمالات الموجبة للقرب وحملها على الأجل الموعود بعيد.
(ألا إن المؤمن يعلم بين مخالفين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما لله قاض فيه) دل على أن الخوف كما يكون بالنسبة إلى ما يأتي بكون بالنسبة إلى ما مضى أيضا وتخصيصه بما يأتي وإطلاق الحزن على ما مضى اصطلاح عند قوم وهذان الخوفان يوجبان تحقق كمال الإنسان، لأن الخوف ما مضى يوجب تصميم العزم بالتوبة والاستغفار والتدارك والاعتراف بالتقصير واشتغال القلب بذكر الرب والخوف مما يأتي من احتمال المعصية والاغترار ونقصان الدرجة عن درجة الأبرار وإنقلاب القلب والغفلة وترك الطاعات يوجب الإجتهاد في اكتساب الخيرات والمبادرة إلى تحصيل الكمالات والمحافظة لأوقات العبادات، والخالي عن الخوف قاسي القلب فاسد العقل (فويل للقاسية قلوبهم أولئك في ضلال مبين» (فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه) بأن يأخذ في الدنيا من نفسه فعل الطاعات والقربات وترك المنهيات والمهويات ورفض الدنيا وأهلها ورسوم العادات، لنفسه في الآخرة (ومن دنياه لاخرته) بأن ينفع متاعها على الفقراء والمساكين وذوي الحاجات من المسلمين ولا ينسى نصيبه
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428