شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢١٦
الخوف عن العقوبة أو عن فوات الثواب أو عن فوات التفضل أو عن فوات رفع المنزلة أو عن ظهور إساءة على رؤس الاشهاد أو عن زلة الدقم على الصراط باق بعد الخروج من الدنيا ثم بقاء الرجاء والطمع فيما عند الله كما حكم به يستلزم الخوف من عدم تحقق المطوع والله أعلم.
* الأصل 2 - محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا إسحاق خف الله كأنك تراه وإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك، ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون الناظرين عليك.
* الشرح قوله: (يا إسحاق خف الله كأنك تراه وأن كنت لا تراه فإنه يراك) وشبه الرؤية القلبية بالرؤية العينية قصدا للظهور والإيضاح والأول إشارة إلى مقام المشاهدة وهي مرتبة عين اليقين أو حق اليقين وهو أعلى مراتب السالكين، وفي تلك المرتبة يتصل الطالب بالمطلوب اتصالا معنويا بحيث لا يشاهد إلا جماله وكماله. الثاني إشارة إلى مقام المراقبة وهي ثمرة الإيمان ومرتبة عظيمة من مراتب السالكين روى عن روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» وقال جل شأنه (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت إن الله كان عليكم رقيبا» والمرتبة مراعاة القلب للرقيب وإشتغاله به والمثمر لها هو العلم بأن الله تعالى مطلع على كل نفس بما كسبت وأنه تعال عالم بسرائر القلوب وخطراتها كما هو عالم بظواهر الأشياء وجلياتها وهذا العلم إذا استقر في القلب ولم يبق فيه شبهة يجذبه إلى مراعاة الرقيب والمتصفون بها على صنفين منهم الصديقون ومراقبتهم استغراق القلب بملاحظة العظمة والجلال وإنكساره وتحت الهيبة واستعمال الجوارح بوظائف الطاعات بحيث لا يلتفت القلب إلى الغير أصلا والجوارح إلى المباحات فضلا عن المحظورات، ومنهم الورعون وهم قوم لم تدهشهم ملاحظة العظمة والجلال بل بقيت قلوبهم على الإعتدال يتسعها التلفت إلى الأقوال والاعمال ومراقبتهم أن ينظروا إلى جميع حركاتهم وسكناتهم ولحظاتهم واختيارهم ويرصدوا كل خاطر يسنح لهم فإن كانت الهية عملوا بمقتضاها، وإن كانت شيطانية رفضوها إستحياء من القريب، وإن كانت مبهمة توقفوا حتى يظهر لهم أمرها.
(فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت) رؤيته تعالى نوع من العلم وهو العلم بالمبصرات ظاهرها وباطنها كما هي والمنكر له كافر بالله العظيم.
(وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت به بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك) حيث
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428