ذلك من أنواع العذاب، يحصل له بتلك الاعتبارات والملاحظات خوف وخشية وإحتراق وذبول وذلة وانكسار. ثم إن الخوف لا يسمى خوفا إلا بعد أن يفيض أثره على الأعضاء الباطنة فيمنعها عن الرذائل كالكبر والحسد والحقد والبخل وسوء الخلق وغيرها، وعلى الأعضاء الظاهرة فيكفها عن المعاصي كما أن الرجاء لا يسمى رجاء حتى يوجب ميل الباطن إلى الأخلاق الفاضلة وميل الظاهر إلى الأعمال الصالحة فالجمع بينهما يوجب استقامة الظاهر والباطن والصبر عند المعصية والطاعة.
(٢٣١)