عاملا لما يخاف ويرجو.
* الشرح قوله: (لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا) قد شاع إطلاق الإيمان على ما يمنع من الدخول في النار وهذا الإيمان لا يكون إلا مع الصفات المذكورة التي أولها الخوف من الله وأسبابه على كثرتها أما أمور مكروهة لذاتها كشدائد الدنيا والآخرة كشدة الموت وعذاب القبر وهول المطلع والموقف بين يديه عز وجل وكشف السر والمناقشة في الحساب والعبور على الصراط والدخول في النار وحرمان الجنة، والحجاب منه تعالى وخوف الحجاب أعلى رتبة وهو خوف العارفين وما قبله خوف العابدين والصالحين والزاهدين أو أمور مكروهة لأنها تؤدى إلى ما هو مكروه لذاته كنقض التوبة والموت قبلها والتقصير في الطاعة والإفراط في القوة الشهوية والغضبية وسوء الخاتمة والشقاوة في العلم الأزلي، والأغلب على المتقين خوف الخاتمة والأعظم خوف السابقة لكون الخاتمة تبعا لها.
* الأصل 12 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلا خائفا ولا يصلحه إلا الخوف.
* الشرح قوله: (فهو لا يصبح إلا خائفا) أصبح دخل في الصباح وهذا التأكيد لما سبق من قوله «المؤمن بين مخافتين» أو الغرض منه إفادة استمرار الخوف دائما.
قوله: (ولا يصلحه إلا الخوف) إذ به يتلافي ما فات ويتدارك ما هو آت كما مر.
13 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا [و] في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.