شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢١٢
(وبابي مفتوح لمن دعاني) وهو أيضا استعارة لتشبيه الغائب بالحاضر، وترغيب السائل بالرجوع إليه، وتنبيه الغافل على سهولة عرض المطلب عليه.
(فمن ذا الذي أملنى لنوائبه فقطعته دونها) أي قطعته عند النوائب وهجرته أو منعته عن أمله ورجائه ولم أرفع نوائبه. تقول قطعت الصديق قطيعة إذا هجرته، وقطعته عن حقه إذا منعته.
(رجائي لعظيمة) أي لمطالب عظيمة.
(جعلت آمال عبادي عندي محفوظة) لأردها إليهم عند طلبهم كالوديعة. (فلم يرضوا بحفظى) حتى جعلوها عند غيري وطلبوها منه (وملا سماواتي ممن لا يمل بتسبيحي) وهم الملائكة (عليهم السلام) الذين لا يفترون من تسبيحه، ولا يسأمون من تقديسه، ولا يخالفونه في أمره ( وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي) كناية عن عدم منعهم لمن أراد الوصول إليه والسؤال منه، وعرض المقاصد عليه كما يمنع حجاب الملوك، أو عين إيصال حوائج السائلين ومطالبتهم إليهم فإنه تعالى قد يأمرهم بذلك ما دل عليه بعض الروايات.
(فلم يثقوا بقولي) والدليل على عدم الوثوق رجوعهم إلى الغير وجعلهم له موضعا للحاجات ومنشأ ذلك معارضة الوهم والخيال، لو رجعوا إلى صرافة العقل وحكمه لوجدوا أن ذلك من أقبح الفعال (ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي) أي أتته مطلقا ولا وجه لتخصيص اتيانها بالليل ( أنه لا يملك كشفها) أي دفعها.
(أحد غيري إلا بعدي اذني) دل ظاهرا على أن العبد لو رجع إلى غيره تعالى في كشف نوائبه فقد تكشف بإذن الله تعالى فهذا مخصص لهما دل على اليأس وعدم القضاء على الإطلاق لا يقال العالم عالم الأسباب فكيف يذم من رجع إلى الغير لظنه أنه سبب لأنا نقول الذم باعتبار أن قلبه تعلق به واعتمد عليه، وأما من لم يركن إليه ولم يثق به ولم يعتمد عليه فالظاهر أنه ليس بمذموم والأولى مع ذلك من يرجع إلى الله فإن شاء الله أن يكون قضاء حاجته على يد أحد جعله وسيلة له شاء أو لم يشأ.
(أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أسأل فلم أجيب) الاستفهام للإنكار والتعجب فإن من تأمل مثلا في وجوده وذاته وحالاته السابقة يجد أنه تعالى شأنه أكرمه ونعمه وأحسن إليه بلا سابقة مسئلة واستحقاق ما لا يقرره اللسان ولا يحيط به البيان وأن أخرجه من حد النقص إلى حد الكمال بلا التماس أحد ولا معاونة مدد ولا شفاعة شفيع، ثم لا يحصل له العلم بأنه يعطيه في مستقبل الأحوال جميع ما يحتاج إليه، ويصلح جميع ما يرد عليه عند السؤال والتفويض والتوكل والرجوع إليه بالتضرع والابتهال، ولم يتيقن أنه تعالى يقوم بكفايته ورعايته واضطر إلى أن يقرع
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428