رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا، ثم غاب عني.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب مثله.
* الشرح قوله: (ينظر في تجاه وجهي) تجاه الشيء بضم التاء وفتحها ما يواجهه، وأصله وجاه قلبت الواو تاء جوازا ويجوز استعمال الأصل فيقال وجاه لكنه قليل وقعدوا تجاه أي مستقبلين له (قال فعلى الآخرة فوعد صادق يحكم فيه ملك قاصر أو قال قادر) الترديد من الراوي حيث لم يحفظ أنه سمع هذا اللفظ أو ذلك لا يقال قوله «فوعد صادق» لا يدفع الحزن على الآخرة ولا ينفيه بل يؤكده لأنا نقول لعل المراد أن العامل للآخرة لا ينبغي أن يحزن عليها لأن الله تعالى وعدلهم الاجر الجميل ووعده صادق، وهو في إمضائه قادر قاهر لا يمنعه أحد، أو المراد أن وعده بالمغفرة: أو وعده أهل العصمة بالدرجات العالية صادق.
(قلت مما نتخوف من فتنة أبن الزبير وما فيه الناس) حيث خرج وادعى الخلافة وبايعه أهل مكة وغيرهم في دولة بني امية وسلطانهم وخوفه (عليه السلام) من ثوران نار الفتنة والحرب بينه وبينهم، وقتل السادة العلوية وغيرهم.
(قال فضحك) لعل وجه الضحك تنشيط نفس المخاطب وتفريج همه باظهاره أن ذلك سهل ودفع سبب الحزن في غاية السهولة وذلك بأن يدعو الله ويتضرع إليه في دفع الفتنة ورفع الغوائل ويسأله حصول الرفاهية وإلا من ويتوكل عليه في جلب المنافع ورفع المكاره حتى في هذا الدعاء والمسئلة (قال فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه) هذا تأكيد لما سبق للحث على الدعاء والسؤال ولذلك لم يقل شيئا بعد ذلك وغاب.
* الأصل 3 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الغني والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أو طنا.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان مثله.
* الشرح قوله: (قال إن الغني والعز يجولان) أي يقطعان النواحي ويمران في الأطراف كالطير طلبا للمسكن (فإذا ظفرا بموضع التوكل أو طنا) فالمتوكل في غنى وعز دائما أما الأول فلان الله يكفيه ويأتي بمهماته فهو أغنى الأغنياء. وأما الثاني فلإعتزاله عن الذل المطلق وهو الالتجاء إلى الخلق