شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٠٩
(فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين» واعتصم به أيوب وأقيل إليه بقوله (رب اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين» فاقبل الله إليه بالقبول وعصمه ورفع عنه الكرب والضر.
وكذلك لجأ إليه كثير من الأنبياء والمرسلين والصلحاء والمتقين والفاسقين فأقبل الله إليهم بقضاء حوائجهم وإزاحة مكارههم.
(ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقط السماء) إن جعل لم يبال وحده جوابا للشرط السابق كان جواب الشرط اللاحق قوله (كان في حزب الله) وإن جعل جوابا للشرط اللاحق وجعل المجموع جوابا للشرط السابق كان قوله «كان حزب الله» إستينافا.
(بالتقوى من كل بدلية) أي يقيه من كل بلية في الدنيا والآخرة.
(ان المتقين في مقام أمين) أي المأمون من البلية والآفة فيهما.
* الأصل 5 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن غير واحد، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن عمر الحلال، عن علي بن سديد، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سألته: عن قول الله عز وجل: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) فقال: التوكل على الله درجات منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا، تعلم أنه لا يألوك خيرا وفضلا وتعلم أن الحكم في ذلك له، فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به إليه وثق به فيها وفي غيرها.
* الشرح قوله: (فقال التوكل على الله درجات منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها قد عرفت ان شرط التوكل فيها ليس رفع اليد عن أسبابها بل شرطه عدم الاعتماد عليها والوثوق بها فلو طلب طالب الرزق مثلا رزقة من أسبابه المشروعة كالتاجر من التجارة، والزارع من الزراعة، وليس اعتمادهما على عملهما بل على الله سبحانه، وعلى أن الرزق عليه ان شاء رزقه منهما وإن شاء رزقة من غيرهما حتى لو فسد العلم لم يحزنا لم يكن ذلك منافيا للتوكل، وكذلك لو حمل الخائف من العدو سلاحا وقف الخارج من البيت بابا وشرب المريض دواء، ولم يكن اعتمادهم على السلاح والقف والدواء إذ كثيرا ما يغلب العدو مع السلاح ويسرق السارق بكسر القفل ولا ينفع الدواء بل اعتمادهم عليه عز وجل لم يكن هذا منافيا للتوكل، وبالجملة قلب المتوكل متوجه إلى الله وتوجهه إلى الوسائط والأسباب باعتبار أن العالم عالم الأسباب وأن الله تعالى أبي أن تجرى الامور إلا بأسبابها فهو أن ظن سببا وتعرض له ولم يعتمد عليه بل على خالقه فإن تر تيب عليه الأثر شكر وإن لم يترتب لم يسخط ورضى لعلمه بأنه تعالى عالم بمصالح أموره، وأن ما فعله كان محض
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428