شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢١٤
(باب الخوف والرجاء) * الأصل 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن الحارث بن المغيرة، أو أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيه أن لابنه خف الله عز وجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان أبي يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم لم يزد على هذا.
* الشرح قوله: (قال كان فيها الأعاجيب) جمع الجمع، كالاناعيم والعجب ما يوجب انفعال النفس لزيادة وصف في المتعجب منه والعجيب چيزى كه ازو بغايت شگفت گيرند.
(خف الله عز وجل خفية لو جئته ببر الثقلين لعذبك وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثلثين لرحمك) الخوف حالة نفسانية موجبة لتألمها بسبب توقع مكروه سببه ممكن الوقوع أو توقع فوات أمر مرغوب فيه ولو كان وقوع سببه معلوما أو مظنونا ظنا غالبا يسمى ذلك انتظار المكروه أيضا كما يسمى خوفا والتألم فيه أزيد، وأما الخوف والتألم بسبب توقع مكروه علم قطعا عدم وقع شيء من أسبابه فذلك وسواس وماليخولياء والرجاء - بالمد - حالة نفسانية موجبة لفرحها بسبب توقع حصول أمر مطلوب سببه متوقع أو مظنون أو معلوم ويسمى الأخير انتظار المطلوب أيضا والفرح فيه أشد، وأما الرجاء والفرح بسبب توقع مطلوب علم عدم وقوع سببه فذلك غرور وحماقة، وسبب الخوف من الله معرفته ومعرفة جلاله وعظمته وكبريائه وغنائه عن الخلق وغضبه وقهره وكماله قدرته على الخلق، وعدم مبالاته بتعذبهم واهلاكهم ومعرفة عيوب نفسه وتقصيره في الطاعات والأخلاق والآداب مع التفكر في أمر الآخرة وشدائدها، وكلما زادت تلك المعارف زاد الخوف وثمرته في القلب ووالبدن والجوارح. إذ بالخوف يميل القلب إلى ترك الشهوات والندامة على الزلات، والعزم على الخيرات ويخضع ويراقب ويحاسب وينظر إلى عاقبة الأمور ويحترز من الرذائل كالكبر والحسد والبخل ويذبل الدين ويصفر اللون من الغم والسهر وتشتغل الجوارح بوظائفها ويحصل له بترك الشهوات العفة والزهد وتبرك المحرمات التقوى، وبترك ما يعنى الورع والصدق والإخلاص ودوام الذكر والفكر، ويترقي منها إلى مقام المحبة، ثم منه إلى مقام الرضا وسبب الرجاء معرفته ومعرفة سعة رحمته وفيضه ولطفه ورأفته وإحسانه على العباد،
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428