وتقويم الظاهر يتحقق بفعل الطاعات وترك المنهيات وإليه يشير قوله تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسله ثم لم يرتابوا - إلى قوله - أولئك هم الصادقون» ولا ريب في أن الصدق بهذا المعنى قابل للزيادة والنقصان، ومن بلغ حد الكمال هو الذي قطع منازل الناسوتية ورفع عوائق البشرية حتى شاهد جمال الأسرار وجلال الحق، واستغرق في توحيده بحيث لا يطلب إلا إياه ويغفل عن مشاهدة ما سواه.
* الأصل 7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى بن عمران ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن فإني إنما ابتليته لما هو خير له وأعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه ما هو شر له لها هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي، إذا عمل برضائي وأطاع أمري.
* الشرح (إذا عمل برضائي وأطاع أمري) لعل المراد أن كتب من اتصف بالخصال المذكورة وهي الصبر على البلاء والشكر على النعماء والرضاء بالقضاء في زمرة الصديقين مشروط بالعمل بما فيه رضا الله تعالى وإطاعة أمره بالشرائع والأحكام ولا يتحقق ذلك إلا بأخذها من أهل العلم.
* الأصل 8 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن فضيل ابن عثمان، عن ابن أبي يعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عجبت للمرء المسلم لا يقضي الله عز وجل له قضاء إلا كان خيرا له وإن قرض بالمقاريض كان خيرا له وإن ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له.
* الشرح قوله: (عجب للمرة المسلم لا يقضى الله عز وجل له قضاء إلا كان خيرا له) أي عظمت له ذلك وأعده أمرا عظيما لكونه تفضلا مشتملا على نفع عظيم وخير جزيل، والأصل أن الإنسان لا يتعجب من الشيء إلا إذا عظم موقعه عنده وخفى عليه سببه فأخبره (عليه السلام) بذلك ليعلم موقع القضاء ويرضى به لعلو منزلته، وإنما حملنا تعجبه (عليه السلام) على المجاز لأنه لا يخفي عليه أسباب القضاء والتعجب ما خفى سببه ولم يعلم وجهه، والمقاريض جمع المقراض بالكسر وهو آلة القرض،