باب غيره ويلجأ إليه ويظهر الفقر والعجز بين يديه. كان ذلك محل التعجب والإنكار وأن هذا الشيء عجاب.
(أفلا يخشي المؤملون أن يؤملوا غيري) الخشية أما من العقوبة أو من قطع الآمال واليأس عنها، أو من الابعاد عن مقام القرب، أو من إزالة النعماء عنه، أو من رفع الوجود والفيض والجود عنه.
(وكيف ينقص ملك أنا قيمه) أي قايم بسياسة أموره (فيا بؤسا للقانطين من رحمتي البؤس والبأس والبأساء والفقر والحزن وكأنه كان غير متعين وقد ندائه لعظمته فناداه وأحضر ليروه ويتعجبوا منه، ويحتمل أن يكون منصوبا على المفعول لفعل مقد تقديره يا عبادي أبصروا بؤسا للقانطين ونحوه، أو على المصدر تقديره يا عبادي بؤسا لهم. وفيه وعيد عظيم لأهل القنوط من رحمته (ولم يراقبني) أي لم يخف عذابي أو لم يحفظ حقوقي.
* الأصل 8 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن بعض أصحابنا، عن عباد بن يعقوب الرواجني، عن سعيد بن عبد الرحمن قال: كنت مع موسى بن عبد الله بينبع وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار، فقال لي بضع ولد الحسين: من تؤمل لما قد نزل بك؟ فقلت: موسى به عبد الله، فقال: إذا لا تقضى حاجتك، ثم لا تنجح طلبتك، قلت: ولم ذاك؟ قال: لأني قد وجدت في بعض كتب آبائي إن الله عز وجل يقول - ثم ذكر مثله - فقلت: يا ابن رسول الله أمل علي، فأملأه علي، فقلت: لا والله ما أسأله حاجة بعدها.