شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢١٧
تترك المعصية عند مشاهدة غيره خوفا من اللوم وحياء ولا تترك عند مشاهدة مع عملك بأنه شاهد حاضر وليس ذلك إلا لأنه أهون عندك من ذلك الغير وهو لازم عليك، وإن لم تقصده وأنا أستغفر الله وأقول يا رب فعلنا كذلك لا لذلك بل لأجل أنا نأمن منك ونرجو رحمتك، ولا نأمن غيرك.
* الأصل 3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول؟ من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.
* الشرح قوله: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء) ظاهره أن الله تعالى يلقى الخوف منه على الأشياء مع احتمال أن يكون سر ذلك أن الخائف من الله نفسه قوية قدسية مقربة للحضرة الإلهية قادرة على التأثير في الممكنات فلذلك يخاف منه كل شيء حتى الوحوش والسباع والحيات كما نقل ذلك عن كثير من المقربين ومن لم يخف الله نفسه ضعيفة متصفة بالنقصان بعيدة عن التأثر في عالم الإمكان فلذلك يخاف من كل شيء ويتأثر منه ولما كانت القوة والضعف والتأثير والتأثر بسبب القرب من الله وعدمه نسبت الإخافة إليه.
* الأصل 4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا.
* الشرح قوله: (من عرف الله خاف الله) دل على أن الخوف من الله لازم لمعرفته فكلما زادت زاد ولذلك قال عز شأنه (إنما يخشى الله من عباده العلماء» وذلك من عرف عظمته وغلبته على جميع الكاينات وقدرته على جميع الممكنات بالاعدام والافناء من غير أن يسأله أو يمنعه مانع أن يعود إليه ضرر تهيب وخاف منه، وأيضا من عرفه علم احتياجه إليه في وجوده وبقائه وكمالاته في جميع حالاته ومن البين أن الاحتياج إليه في مثل تلك الأمور العظام يستلزم الخوف منه في سلب الفيض والإكرام.
(ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا) أي تركها تقول سخي عن الشيء يسخى من باب تعب
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428