بضرب عنقه أو بقطع يده ورجله من خلاف، وتركه حتى ينزف ويموت وان أخذ بعد انقضاء الحرب تخير الإمام بين المن والفداء الاسترقاق ولا يجور القتل، والاسترقاق علم من السنة.
قوله: (وفرض عليهما المشي إلى ما يرضى الله عز وجل) مثل الحج والجهاد والزيارات وقضاء حوائج المؤمنين والذهاب إلى الصلاة والقيام فيها ونحوها.
قوله: (اليوم نختم على أفواهم) قيل هذا ينافي ما روى أن الناس في ذلك اليوم يحتجون لأنفسهم ويسعى كل منهم من فكاك رقبته كما قال سبحانه (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسهما والله سبحانه يلقن من يشاء وحجته ويرشد إليه أيضا ما روي في دعاء الوضوء «اللهم لقني حجتي يوم ألقاك». وأجيب بأن الختم مخصوص بالكفار كما قاله بعض المفسرين أو أن الختم يكون بعد الاحتجاج والمجادلة كما في بعض الروايات، وبالجملة المعلوم أن الختم يقع في ذلك اليوم فيجوز أن يقع الختم في مقام ويقع المجادلة في مقام آخر.
قوله: (فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين أي الركوع والسجود والعبادة وفعل الخير فريضة على الأعضاء المذكورة غير مختصة بأحدهما أما الركوع فلان للوجه فيه نصيبا من الفرض وهو الانحناء وللرجلين كذلك وهو القيام، ولليدين كذلك وهو وصولهما إلى الركبتين هذا في الفرائض، وأما أفعالها المندوبة فكثيرة تعرف بالنظر في كتب الفروع، وأما السجود ففرض الرجل وضع الركبتين والابهامين على الأرض. وأما العبادة وفعل الخير فظاهر إذ لكل عضو من الأعضاء فيهما نصيب من الفرض ولعل الترجى للتحقيق لأن حقيقته عليه عز شأنه محال، وإنما جيء به لئلا يغتر العابد بفعله.
قوله: (وقال في موضوع آخر وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) أي المساجد السبعة وهي الأعضاء المشهورة أعنى الجبهة والكفين والركبتين والابهامين لله أي خلقت لأن يعبد بها الله فلا تشركوا معه غيره في سجودكم عليها وهذا التفسير هو المشهور بين المفسرين والمذكور في حديث حماد عن أبي عبد الله (عليه السلام) والمروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) حين سأله المعتصم عن هذه الآية، وبه قال سعيد بن جبير والزجاج والفراء ويؤيده قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «أمرت أن أسجد على سبعة اراب» أي أعضاء وعلى هذا لا عبرة بقول من قول المراد بها المساجد المعرفة . ولا بقول من قال هي بقاع الأرض كلها متمسكا بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) جعلت الأرض مسجدا» ولا يقول من قول: هي المسجد الحرام، والجمع باعتبار أنه قبلة لجميع المساجد ولا بقول من قال هي السجدات جمع مسجد بالفتح مصدرا أي السجودات لله فلا يفعل لغيره لأن المعصومين أولي بمعرفة منازل القرآن ومراده من غيرهم نعم حمل الآية على الأعم وجعل المذكور هنا أظهر أفراده