* الأصل 5 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال له سلام: إن خيثمة بن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الإسلام فقلت له: إن الإسلام من استقبل قبلتنا وشهد شهادتنا نسك نسكنا ووالى ولينا وعادى عدونا فهو مسلم، فقال: صدق خيثمة، قلت: وسألك عن الإيمان فقلت: الإيمان بالله والتصديق بكتاب الله وأو لا يعصى الله، فقال: صدق خيثمة.
* الشرح قوله: (فقلت له إن الاسلام من استقبل قبلتنا وشهد شهادتنا ونسك نسكنا) نسك لله ينسك من باب قتل تطوع بقربة والنسك بضمتين اسم منه والناسك الذي يؤدي المناسك وهي الطاعات، وسميت الذبيحة نسكة لأن قربانها طاعة.
ويحتمل أن يراد بالنسك الاتيان بالحج إذا عرفت هذا فنقول ظاهر هذا الكلام أن الإسلام الإقرار بالشهادتين، وفعل الطاعات ومحبة أولياء الأئمة (عليهم السلام)، ومعاداة أعدائهم سواء كان معه تصديق أم لا، وأن الناصب ليس بمسلم وأن الايمان التصديق بالتوحيد والرسالة والولاية فان كل ذلك مندرج في الايمان بالله والتصديق بكتاب الله، وعدم المعصية بفعل الطاعات وترك المنهيات فالايمان أخص من الإسلام.
* الأصل 6 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال: قلت:
أليس هذا عملا؟ قال: بلي، قلت: فالعمل من الإيمان؟ قال: لا يثبت له الإيمان إلا والعمل منه.
* الشرح قوله: (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) خص الشهادتين بالذكر لأنها أعظم أفراد الايمان على تقدير وأعظم أجزائه على تقدير آخر مع دلالتهما على التصديق الذي هو الإيمان في الأصل وليس المقصود حصر الايمان فيهما فلا ينافي سائر الاخبار.
قوله: (قال لا يثبت له الإيمان إلا بالعمل والعمل منه) لعل المراد أن الإيمان عبارة عن التصديق والعمل، ويطلق على نفس العمل أيضا كالشهادتين والصلاة ونحوهما، وعلى هذا لا يثبت له الإيمان إلا بالعمل كما لا يثبت الكل إلا بالجزء والعمل منه أي بعض أجزائه على تقدير وبعض أفراده على تقدير آخر. وقد مر توجيه آخر قبيل ذلك والله أعلم.