شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١١٤
* الأصل 3 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان أو غيره، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الإيمان فقال: شهادة أن لا إله إلا والإقرار بما جاء من عند الله وما استقر في القلوب من التصديق بذلك، قال: قلت: الشهادة أليست عملا؟ قال: بلي قلت:
العمل في الإيمان؟ قال: نعم الإيمان لا يكون إلا بعمل والعمل منه ولا يثبت الإيمان إلا بعمل.
* الشرح قوله: (فقال شهادة أن لا إله إلا الله) كأنها كناية عن الشهادتين والمراد بها الإقرار اللساني وبما بعدها الإقرار القلبي وفيه دلالة على أن الإيمان مركب من الشهادة والتصديق، وهذا نوع من الإيمان الكامل وسماه بعض المحققين بإيمان الصديقين إن كان مع الشهادة خلو النفس عن غيره تعالى وتنزههما عن هواها فإن لا إله إلا الله دل على التوحيد وهوا نما يتحقق في نفس الأمر بالتنزه عن الشرك الجلي والخفي، وإنما قلنا هذا نوع من الإيمان والكامل لأن له أنواعا آخر منها مركب من التصديق وتخلية النفس عن الرذائل وتحليتها بالفضائل ومنها مركب من التصديق أو أعمال الجوارح، ومنها مركب من الجميع وهذا أفضل الأنواع.
قوله: (قال نعم الإيمان لا يكون إلا بعمل) لعل المراد أن الإيمان لا يوجد أو لا يكن إيمانا إلا بعمل، والعمل بعض منه ولا يثبت الإيمان في نفس الأمر إلا بعمل كما أن الكل لا يجود إلا بجزء ولا يكون كلا إلا بجزء والجزء بعض منه ولا يثبت الكل في نفس الأمر إلا بجزء فيفيد أن الإيمان مركب والعمل بعض أجزائه وهو الإيمان الكامل أو المراد أن الإيمان وهو التصديق لا يكون إلا مقرونا بالعمل والعمل من شيم أهل الإيمان ومحاسنه التي تقتضي الإيمان الاتيان بها ولا يثبت الإيمان عندنا أو لا يستقر في نفس الأمر إلا بعمل لأن التصديق أمر قلبي لا يثبت إلا بدليل وهو العمل أو لا يستقر إلا به، فل يفيد أنه مركب، والأول أنسب بظاهر صدر الحديث وعلى التقديرين لا يريد أن أول هذا الكلام يدل على أن العمل جزء من الإيمان وظاهر آخره على أنه خارج منه دليل عليه على أنه لو حمل على هذا لامكن أن يقال أن المراد بالإيمان الأول الإيمان الكامل، بالثاني التصديق فيكون المقصود أن الإيمان مطلقا لا يتحقق ولا يعلم إلا والله أعلم.
* الأصل 4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما الإسلام؟ فقال: دين الله اسمه الإسلام وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم وبعد أن تكونوا، فمن أقر بدين الله فهو مسلم ومن عمل بما أمر الله
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428