* الأصل 3 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان أو غيره، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الإيمان فقال: شهادة أن لا إله إلا والإقرار بما جاء من عند الله وما استقر في القلوب من التصديق بذلك، قال: قلت: الشهادة أليست عملا؟ قال: بلي قلت:
العمل في الإيمان؟ قال: نعم الإيمان لا يكون إلا بعمل والعمل منه ولا يثبت الإيمان إلا بعمل.
* الشرح قوله: (فقال شهادة أن لا إله إلا الله) كأنها كناية عن الشهادتين والمراد بها الإقرار اللساني وبما بعدها الإقرار القلبي وفيه دلالة على أن الإيمان مركب من الشهادة والتصديق، وهذا نوع من الإيمان الكامل وسماه بعض المحققين بإيمان الصديقين إن كان مع الشهادة خلو النفس عن غيره تعالى وتنزههما عن هواها فإن لا إله إلا الله دل على التوحيد وهوا نما يتحقق في نفس الأمر بالتنزه عن الشرك الجلي والخفي، وإنما قلنا هذا نوع من الإيمان والكامل لأن له أنواعا آخر منها مركب من التصديق وتخلية النفس عن الرذائل وتحليتها بالفضائل ومنها مركب من التصديق أو أعمال الجوارح، ومنها مركب من الجميع وهذا أفضل الأنواع.
قوله: (قال نعم الإيمان لا يكون إلا بعمل) لعل المراد أن الإيمان لا يوجد أو لا يكن إيمانا إلا بعمل، والعمل بعض منه ولا يثبت الإيمان في نفس الأمر إلا بعمل كما أن الكل لا يجود إلا بجزء ولا يكون كلا إلا بجزء والجزء بعض منه ولا يثبت الكل في نفس الأمر إلا بجزء فيفيد أن الإيمان مركب والعمل بعض أجزائه وهو الإيمان الكامل أو المراد أن الإيمان وهو التصديق لا يكون إلا مقرونا بالعمل والعمل من شيم أهل الإيمان ومحاسنه التي تقتضي الإيمان الاتيان بها ولا يثبت الإيمان عندنا أو لا يستقر في نفس الأمر إلا بعمل لأن التصديق أمر قلبي لا يثبت إلا بدليل وهو العمل أو لا يستقر إلا به، فل يفيد أنه مركب، والأول أنسب بظاهر صدر الحديث وعلى التقديرين لا يريد أن أول هذا الكلام يدل على أن العمل جزء من الإيمان وظاهر آخره على أنه خارج منه دليل عليه على أنه لو حمل على هذا لامكن أن يقال أن المراد بالإيمان الأول الإيمان الكامل، بالثاني التصديق فيكون المقصود أن الإيمان مطلقا لا يتحقق ولا يعلم إلا والله أعلم.
* الأصل 4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما الإسلام؟ فقال: دين الله اسمه الإسلام وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم وبعد أن تكونوا، فمن أقر بدين الله فهو مسلم ومن عمل بما أمر الله