ليس للتفسير، وحمله على التفسير مع أنه خلاف الظاهر مخل لوجهين: الأول أن الفروض اللسانية غير منحصرة في التعبير بل هي أكثر من أن تحصى، والثاني لا يناسب قوله (عليه السلام) استشهادا له قال الله تبارك اسمه (وقولوا للناس حسنا» إذ لا يدخل له في التعبير عن القلب بخلاف ما قلنا فان هذا شاهد للقول وما بعده شاهد للتعبير، وينبغي أيضا أن يراد بالاقرار في قوله «وأقربه» الاقرار القلبي لإسناده إلى القلب وهو ظاهر.
قوله: (وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله) يندرج فيه جميع المحرمات السمعية مثل الغناء والغيبة وصوت الأجنبية والمزامير ونحوها وكلام الكذب وذم الأئمة (عليهم السلام)، وإنكار حقوقهم واستهزاء المؤمنين وغيرها.
قوله: (فقال في ذلك وقد نزل عليكم في الكتاب) ذلك إشارة إلى النهى عن استماع ما حرم الله والاصغاء إلى ما أسخط الله، والمراد بالآيات الأئمة (عليهم السلام) أو الأعم يعنى إذا سمعتم الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في الأئمة ويستهزىء بهم فقوموا من عنده ولا تقاعدوه ولا تجالسوه حتى يخوص ويشرع في حديث غيره فحينئذ يجوز مجالسته لإرشاده وغيره مما يجوز الجلوس معه ثم استثنى موضع النسيان إذ لا يكلف معه فقال (أما ينسينك الشيطان» حرمة المجالسة (فلا تقعد بعد الذكرى» للحرمة (مع القوم الظالمين» وهم المذكورون، والاظهار في مقام الاضمار للتنصيص على ظلمهم وللتصريح بعلة الحرمة.
قوله: (فبشر عباد الذين) الإضافة للتشريف والاشعار بأنهم هم المستحقون بأن يسموا عبادا وأحسن القول ما فيه رضاء الله تعالى أو رضاه أكثر، وما هو أشد على النفس وأشق، هذه كلمة جامعة يندرج فيها القول في أصول الدين وفروعه والاصلاح بين الناس، وروى أنه المراد به نقل الحديث باللفظ من غير زيادة ونقصان والتعميم أحسن.
قوله: (والذين هم عن اللغو معرضون) اللغو الفحش وما لا خير فيه من الكلام ويكفى في الاستشهاد كون بعض أفراده حراما والا عرض عنه واجب مثل الغناء والذف والصنج والبطل والطنبور والأكاذيب وغيرها.
قوله: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) أي مكرمين أنفسهم عن استماع اللغو الكريم من الناس الشريف الذي يتبرأ من أمثال الأمور المذكورة.
قوله: (فهذا ما فرض الله على السمع من الإيمان أن لا يصغى إلى ما لا يحل) هذا إشارة إلى المذكور من الواجبات والمحرمات، والضاهر أن «من الإيمان» مبتدأ و «أن لا يصغى» خبره، واكتفى بذكر عدم الاصغاء إلى ما لا يحل عن ذكر الاصغاء إلى ما يجب ولو جعل «من» بيانا لما بقي