شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٠٩
أن لا يصغى منفصلا ولا محل له من الاعراب إلا أن يجعل بدلا لما وهو بعيد.
قوله: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) قال في مجمع البيان «يعضوا» مجزوم لأنه جواب شرط مقدر تقديره قل للمؤمنين غضوا فإنك ان تقل لهم يغضوا ثم قال ويجوز أن يكون مجزوما على تقدير ليغضوا. وقيل خبر بمعنى الامر والأوسط أوسط عند الفاضل الأردبيلي حيث قال ولعل اللام مقدر والتقدير ليغضوا ثم ذكر الأول ورده من غير وجه وجيه ولم يذكر الثالث، وقال صاحب الكاشف «من» للتبعيض والمراد غض البصر عما يحرم. والاقتصار على ما يحل وهو مذهب سيبويه، وجوز الأخفش أن يكون زايدة وبعض أصحابنا رد الأخير لضعف زيادة من في الاثبات الا شاذا ورجح الأول لأنه لا يجب الغض عن جميع المحرمات لجواز النظر إلى شعور المحرمات وأبدانها عدا العورة والى وجوه الأجنبيات وكفيها وقدميها قي أحدى الروايتين أو في حال الضرورة كالنظر للعلاج أو تحمل الشهادة أو اقامتها والى المخطوبة مع امكان النكاح وبدونه إلى وجوه الإماء المستعرضات للبيع، والفاضل الأردبيلي رجح الثاني ورد الأول بأن التبعيض يفيد غض بعض البصر دون البعض لا بعض المبصر وهو المطلوب والمعقول كما يفهم من قوله «والمراد - إلى آخره».
أقول يمكن أن يراد بالتبعيض غض بعض البصر بارخائه في الجملة بحيث لا يرى المحرم لا تطبيقه رأسا ويراد به على أي تقدير ترك النظر إلى ما لا يحل.
قوله: (فنهاهم أن ينظروا إلى عوراتهم) دل على أن الامر بالشيء نهى عن ضده أي نهاهم أن ينظر كل واحد إلى عورة غيره، ذكرا كان أم أنثى، قبلا كأم أم دبرا، وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه وكذا فرج أخته والعطف للتفسير ويمكن أن يراد بغض البصر ترك النظر إلى كل ما لا يحل والمذكور أكمل أفراده وهذا ناظر إلى قوله (يغضوا من أبصارهم» وتفسير له وقوله «ويحفظ فرجه» ناظر إلى قوله تعالى (ويحفظوا فروجهم» وتفسير له والظاهر ان عطف يحفظ على ينظر غير صحيح لعدم صحيح لعدم اندراجه تحت النهى، وكأنه عطف على نهاهم باضمار فعل أي وأمره أن يحفظ فرجه فليتأمل.
قوله: (من أن تنظر إحديهن إلى فرج أختها وتحفظ فرجها من أن ينظر إليها) «من» متعلق بيغضضن ويحفظن أو بفعل مقدر بقرينة السابق أي نهاهن من أن تنظر وهذا ناظر إلى يغضضن وتفسير له، وقوله «وتحفظ فرجها» ناظر إلى يحفظن وتفسير له ولا يبعد تعميم الغض ليشمل كل ما لا يحل لهن النظر إليه والمذكور بعض أفراده وتخصيص الحفظ بما ذكر إلا أن التوافق بين القرينتين، وهذه الرواية وغيرها يدل على المذكور.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428