المعرفة لأن زواله يوجب الدخول في الكفر وبخلاف البواقي فإن زوالها يوجب زوال الكمال وربما يشعر به ما نقلناه عن المحقق سابقا والظاهر أن قوله «بأن لا إله إلا الله - إلى آخره» متعلق بالإقرار والمعرفة والعقد وأن قوله «والإقرار بما جاء من عند الله معطوف على أن لا إله إلا الله فيكون الأولان بيانا للآخرين الأخير بيانا للأول.
قوله: (وقلبه مطمئن بالإيمان حال مؤكدة لأن الإكراه لا ينفك عنه غالبا ودليل على أن الإيمان من الفروض القلبية وعلى أن لا يزول بالإكراه واظهار نقيضه باللسان عند التقية وعلى أن الإقرار باللسان وغيره من الأعمال بدونه ليس بإيمان.
قوله: (وقال إن تبدوا) أي أن تبدوا ما في أنفسكم من الإيمان والكفر والكبر والعجب وغيرها من المعاصي القلبية أو تخفوها يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء بالفضل إذا كان من أهله ويعذب من يشاء بالعدل إذا كان من أهل وهذه الآية دلت بعمومها على المؤاخذة والتعذيب بنية المعاصي والمخاطرات النفسية ويمكن تخصيصها بالعقايد القلبية والخبائث النفسية مثل الإيمان والكفر والكبر والعجب وأمثالها لما يظهر من ظاهر استشهاد المعصوم هنا ولدلالة والاخبار الكثيرة الآتية في أبوابها على عدم المؤاخذة بالنية والمخاطرات ولقوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت» فإن ذكر الاكتساب في طرف المعصية دليل على أنه لا يعذب بها إلا بعد المبالغة في الكسب، والمبالغة لا يتحقق الا بعد ايجاد المنوى والآيتان بها بخلاف الطاعة فإنه يثاب بها لأصل الكسب وهو يتحقق بالنية فيثاب بها كما يثاب بفعل المنوى، وقيل أن نية المعصية معصية يقتضى العقوبة ولكنه تعالى يعفو عن المؤمنين ويكون المراد بقوله فيغفر لمن يشاء المؤمنون والله أعلم.
قوله: (وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب) دل على وجوب الاقرار باللسان بالاعتقادات مثل الإيمان وغيره، ولا يدل على اشتراط قبول الإيمان القلبي به كما ظن نعم يشترط عدم الإنكار باللسان لقوله تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم» وينبغي أن يراد بالقول القول الواجب مطلقا مثل أداء الشهادات والإقرار بحقوق الناس واظهار العقايد القلبية والقول الحسن للناس مثل تعليم العلوم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمثال ذلك حينئذ ذكر التعبير بعده من باب ذكر الخاص بعد العام لزيادة الاهتمام، ومن ههنا ظهر أن عطف العبير على القول